جاري تحميل ... مُدَونة كِتَاف

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

رجل-مهموم-هم-غم-مغموم-التفكير-ضغوط-الحياة

ليس بالأمر الهيّن أن ترى طالبا محبطا بعد أيام قليلة من استلامه لشهادته التي تطوي سنوات من الجد وحِملًا جميلا من الذكريات والبذل والاهتمام، أعني بها مرحلة الدراسة تحت ظلال وزارة التربية والتعليم، خصوصا إذا كان الطالب من أرباب النسب المئوية المرتفعة جدا، وهو –فوق ذلك- ممن تجاوز الدراسة عبر بوابة القسم العلمي.

أنا لا أعرف صراحة لماذا يسير تعليمنا وتوظيف شبابنا نحو مزيد من التعقيد، فبعد أن كان شبابنا يحملون همّ القبول في الجامعات، وجدناهم يحملون هما جديدا وغريبا.. وهو همّ الحفاظ على النسبة المئوية التي تخرجوا بها من الثانوية العامة؛ لأن الجامعات فيما يبدو قررت ألا تثق بمخرجات وزارة التعليم عندنا فأخذت تعرقل آلاف الطلاب عن تحقيق آمالهم بقبولهم فيها عبر عقبة اختبار قياس، فإن كانت الإشكالية في التعليم، فيفترض أن اللوم على أي تخبط كان فيه، وإن كان حجتهم أن عدم الرضا بمستوى الطلاب التعليمية يفرض التعامل مع هذا الواقع، فيفترض أن يكون فرضه عبر الجامعة نفسها، وقد عايشت هذا بنفسي، حيث دخلت الجامعة والقاعة الواحدة تمتلئ بقرابة المئتين طالب، وفي كل فصل يقل العشرات، فالجامعة منخل لا يثبت فيها إلا المكافح والمصر.. ولا بأس من طولة اللسان مع ذلك في المحاججة وبث الأعذار ونحوها.

كيف يفرح الطالب المتفوق بنسبة الـ 100 % -مثلا- والتي جاءت نتيجة لاجتهاده الكبير في آخر سنتين من الدراسة، وهو يتيقن تماما بأن نسبته ستتآكل وتتناقص لأنه لم يوفق في اختبار مفاجئ وعامٍ كأنه من إنتاج قنوات أكل أموال الناس بالباطل؟! أو كأنه يتلقى أسئلة المراحل النهائية من برنامج "اللهف" العالمي: من سيربح المليون؟

الذي دفعني لكتابة هذه الأسطر هو هذا الاستبيان في جريدة الرياض.


الاستبيان يحكي الكثير مما أرغب بقوله بعد أن رأيت أخي عبدالرحمن –حفظه الله وأعانه- حزينا لأنه لم يقبل في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بعد سنوات التعب والاجتهاد التي عاشها في المرحلة الثانوية لأن نسبته المرتفعة جدا قد تآكلت لأنه لم يوفق في نسبة اختبارَي (من سيربح المليون؟) السخيفين.

أعان الله أخواننا الطلاب على مصاعب الحياة، وليتذكر كل واحد منهم بذل ما يقدر عليه من الأسباب قوله تعالى: [ ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ].. وبالله وحده المستعان وعليه التكلان.
تعليقان (2)
إرسال تعليق

تزدان المدونة بتعليقاتكم وملاحظاتكم.

  1. كيف يفرح الطالب المتفوق بنسبة الـ 100 % -مثلا- والتي جاءت نتيجة لاجتهاده الكبير في آخر سنتين من الدراسة ...

    أظن أن هذه الفئة انقرضت والله يسلّم الدف بالدرجات وفلان ولد عمي وفلان ولد خالي .. يارجل أعرف واحد ماداوم ترم كامل وبالنهاية 84 زي السلام عليكم >>> وش حشيشه ... عموما المشكلة ليست في اختبار القياس ولا القدرات ... المشكلة في هذه الجامعات التي تصدق مثل هذا الخرط الفاضي ... لماذا لا تعمم تجربة أرامكو في نسيان حتى نسبة الثانوية العامة بكبرها والاهتمام بدرجة اختبارهم هم ... هذا هو المعيار الحقيقي لقبول الطلاب ورفضهم ... شكراً لك على هذا التصميم الرايق

    ردحذف
  2. صدقت.. تجربة أرامكو عادلة وصارمة،
    المشكلة أن الطلاب يمنعون من تخصصات يحتاج إليها المجتمع فيضطرون إلى التسجيل في تخصصات لا تلبي طموح الشباب.

    نسأل الله أن يصلح الأحوال.. وشكرا لمرورك، وسلم لي على الـ 84 %. :)

    ردحذف

إعلان أسفل المقال