جاري تحميل ... مُدَونة كِتَاف

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة


ولنتعوذ بالله من الغفلة ومن النسيان ثم نتوقف قليلا، ونرجع كثيرًا إلى مجتمعنا الضيق.. ونلتفت من حولنا، لأننا بحاجة كبيرة جدا إلى مثل هذه الرجعة وتلك الالتفاتة. لنلتفت من حولنا ثم لنستحضر بعض الآيات، ونتمتم بها: (ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين) !

كرروا تلاوة هذه الآية ثم لتمعنوا النظر والتأمل من حولكم إلى بعض (الشّنبات!) و(الرّجال!) الذين تجبروا على قريباتهم الضعيفات وبخسوا حقهن وظلموهن وما ذاك إلا لأنهن (نسوة)، وبعض بني قومنا لديه عقدة (الفوقية) على كل ماله علاقة بنون النسوة.. وتاء التأنيث، أعاذنا الله وإياكم من عقليات أبي جهلٍ وقومه !

قال مجادلٌ من نفسي: "طيب وأينك من قوله تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض) و (للذكر مثل حظ الأنثيين) (وللرجال عليهن درجة)؟"، قلت: اللهم نعم.. ولمن أدرك حقيقة هذه الآيات وتفسيرها علم أنها انطلقت من العدل الإلهي وانتهت إليه، أما حال الظالمين من بعض قومنا فإنهم قوامون على نسائهم بما فضلت (أنفسهم) و(أهواءهم) بعضهم على بعض، لا بما فضّل (الله) –تعالى- بعضهم على بعض، وإن كان الله –عز وجل- قد قضى أن للذكر مثل حظ الأنثيين فإن بعض بني قومنا، أخذوا حظهم وحظ الأنثيين.. وربما حظ العائلة الكريمة كلها ظلما وعدوانا وسرقة.. يعني شغل حرامية.

إن كان للرجال عليهن درجة، فإنه –من فضل الله تعالى و لمن أدرك ولاحظ- للنساء (لهن) مثل الذي (عليهن) بنص القرآن، ولكن أولئك (البعض) الذين ذكرتهم قد أخذوا تلك الدرجة.. والذي لهم.. واستولوا بطشًا وظلمًا على الذي (لهنّ).. ومن أمن العقوبة وتغافل عن وعيد ربه.. أساء الأدب وعصى الجبار.

وبعض الناس مخذول إلى درجة أنه يجمع بتصرفٍ واحدٍ الكثير من (الوعيد الإلهي) ويُسبغ على حضرة جنابه ألقابًا كان في غنى عنها لو استسلم لأحكام الله تعالى، فهو: آكلٌ لأموال الناس بالباطل، و ظالمٌ، و معطلٌ لأحكام الله تعالى، و عاصٍ لربه، و مهملٌ لأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم، ومتلبسٌ بلباس الجاهلية.. وممن جمع هذه الأمور كلها: بعض الناس الذين حرموا قريباتهم من حقهن في الميراث، والذي جرّم أهل العلم هذا الفعل سواءٌ كان أخذه رغمًا عنها أو التحايل عليها بزعم إرضاءها زعمًا وزورًا كوعدها بالصرف عليها متى ما أرادت.. ونحوه، أو استغلال حياءها وخجلها وصمتها في مثل تلك الظروف الصعبة أو لطبيعة (الأعراف الجاهلية) والترسبات السابقة التي أدّت إلى مثل هذا الصمت من قبلهن، أو إرغامهنّ على (الرضا) الظاهري، وفي الباطن هلع وخوف ورغبة في البعد عن المشاكل التي ستحصل لو طالبن بحقهن، ومن ثمّ التفنن من قبل أولئك الظلمة في أكل الحرام الذي هو حلالهن.

قال تعالى: (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبًا مفروضًا)، حقٌّ واضحٌ وصريح للنساء سواء كانت من الأخوات أو الأمهات أو البنات أو الزوجات، لا منّة لعبدٍ عليهن بل هو –كما قال المولى سبحانه وتعالى- (نصيبًا مفروضا)، وحقه الرضا والتسليم من الجميع: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخِيَرَةُ من أمْرِهِم ومن يعْص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا).

ماذا سأجمع هنا لمن يعتبر مثل هذه الكلمات هي مجرّد (كلام) قالها ناصح، أو تلفظ بها شيخ في محاضرة، أو أنها رأيٌ لطالب علم، فبعض الناس لا يريد الحق.. ولا يبغي سماعه ما دام يمنع لذته، ويجعل بينه وبين الحق ذلك الناصح الذي يعتبر كلامه مجرد رأي قابل للرد، مغمضٌ عينه وحاجبٌ عقله عن الآيات والأحاديث التي تزجره، فهل آتي بكل الأحاديث والآيات المهيبة والمخيفة والتي يتوعد فيها الله تعالى العبد إذا عطّل أحكامه.. وهذا تعطيل ولا شك؟! أم آتي بأمثالها ولكنها وعيد في حق من ظلم.. وآخذُ حقها قد ظلمها بلا ريب؟! أم آتي بالتي مثلها أيضًا ولكنها في حق من أكل أموال الناس باطلا.. وأي شيء هذا الأكل إلا احتكامه لباطل الجاهلية؟! أم آتي بمثيلاتها في الوعيد ولكن في حق من عصى الله –تعالى- ورسوله صلى الله عليه وسلم.. وفعله معصية لواضحِ الوحي؟! أم أردّدُ وعيدَ من آذى المؤمنات.. وفِعْلُ أمثالهم مِنْ أَكْبَر الأذى؟! أم.. أم.. مما لم أستحضر؟!

كلها تجتمع في حقك يا من حرمت قريبتك من الميراث بغير حق.. كلها !

وصلى الله على الحبيب وسلم.
.
تعليق واحد
إرسال تعليق

تزدان المدونة بتعليقاتكم وملاحظاتكم.

  1. جزاك الله خير ابو عبدالله ... من زمان عن الماسنجررر :)

    ردحذف

إعلان أسفل المقال