جاري تحميل ... مُدَونة كِتَاف

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة





قبل ثلاثة أيام كنت عائدًا من مدينة بريدة ومتوجهًا إلى مدينتي الصغيرة رفحاء، وفي منطقة نائية بعض الشيء عن القرى لمحت بجانب الطريق سيارة متوقفة وقد خرج منها شاب يؤشر إلي بإلحاح شديد.. مما أرغمني على التوقف فجأة.

نزلت من السيارة ثم توجه إلي الشاب الذي لوح بيده، وأثناء قدومه.. لمحت شابا آخر خرج من السيارة يراقبنا دون كلام ولا سلام.

صافحني الأول ثم انطلق في كلام كثير ومتتابع وغير مفهوم نسبيًّا.. وبعد الاستفهام منه تبين لي أنه يريدني أن أنزل معه بسيارتي إلى جانب الطريق وأدخل البر لأن هناك طيرًا يرغبون في الإمساك به، التفتّ إلى الجهة التي يشير إليها وقلت: أين الطير؟! فقال لي: أترى تلك الصخرة.. هو بجانبها بالضبط.. هناك.. أتراه.

كما يقولون: قلّبت عيني يمين.. يسار.. والله ما رأيت طيرًا ولا وجود له، الحمد لله.. أبشركم أنني أفرق بين التراب والطير، والحمد لله كذلك.. أنا أفرق بين الموجود والغير موجود كذلك.

التفتّ إلى الشاب مرتابًا وقلت له بجديّة: المهم أن سيارتك سليمة، ولم تتوقفوا لعطل ما ! (لسان الحال: قاعدين تأشرون لخلق الله في طريق سفر وتعطلونهم عن سيرهم كي يصيدوا طيرًا ثمينًا.. قصة جميلة!)

قال: نعم.

قلت له: هناك قرية تبعد عشرات الكيلومترات عنا.. أمسكوا المكان بأذهانكم ثم هاتوا أغراضا خاصة بالصيد.. فلن تصيدوه بأيديكم.

حينها اقترب مني الشاب الآخر وصافحني وقد اشتبهت به كثيرًا.. كثيرًا، ثم قال لي: إذن هناك قرية قريبة؟!

نظرت إليه باستغراب شديد وأنا أعلم أنه يعلم بالمكان أكثر مني، واضح جدا من كلامه ولبسه وسيارته أنه من تلك الديار وليس مسافرًا.. واللوحات تملأ المكان، لكني مشيتها له وقلت: نعم.. .

بعدها ذهب الكل إلى حال سبيلهم.

الذي شجعني على الوقوف أنني لست مستعجلا جدا، ثم أن الطريق مزدحم بالسيارات.. .

في بعض الأحيان لا أتوقف لأحد.. لمروري وأقاربي بمواقف سلبية نتيجة لهذه الفزعة، إلا إذا تيقنت أنني أمام عائلة برجالها ونسائها وأطفالها.. أو شيخ كبير.. أو يكون المكان آمنا جدا للوقوف.

أحد الأقارب توقف عام 1415هـ لرجلٍ كهلٍ.. وفي الطريق تظاهر الرجل أنه يريد الخلاء فتوقف قريبي لأجله، ثم فوجئ بسبعِ طلقاتٍ ناريّة استقبلها جسده، والحمد لله الذي أنجاه من موت محقق، واختفى ذلك الكهل.. واختفت معه سيارة قريبي.

البعض أعلم جيدًا أنه لا يتوقف لأحد أبدًا.. .

ماذا عنكم قراءنا الأعزاء؟!


4 تعليقات
إرسال تعليق

تزدان المدونة بتعليقاتكم وملاحظاتكم.

  1. .
    .

    وأنا من البعض الذي لا يتوقف لأحد أبداً ، وما ذاك سوى انصياعاً لأوامر الوالدين ، وأمور أخرى بايخة تحصل فور نزولك لمساعدة من يبدو للمارين أنه متعطل .. لم يحصل معي شيء لكن من القصص التي أسمع ، والمطاردات التي يرويها أبطال الفزعة حال نزولهم لمساعدة من تبدو عليه الحاجة ..

    بالنسبة للعائلات فالأمر ليس على إطلاقه .. حتى ترى بأم عينك أنهن نساء ، وتتأكد من ذلك عن طريق الملاحظة الدقيقة ، والبحث عن دليل يثبت هذا كصوت ، أو طفل ، أو ماشابه .. لأنه ليس أثقل على النفس ، وآلم من أن يكون لابس العباءة ذكراً متأهباً للفتك بك ..، ويا غافلين لكم الله .

    دمت متيقظاً .. بدون رصاص !

    ردحذف
  2. وليش ما تكون أنت متجهزا للفتك بداية، فتتغدى بهم -إذا كانت نواياهم سيئة- قبل ما يتعشون بك؟!

    وعليك بالسلاح الأبيض والأسود كذلك -إن حصل- فهو ضروري جدا.. .

    ردحذف
  3. اهااااااااا...

    الآن فقط فهمت لماذا لا يتوقف ابي (لمن يقبعون على جُنبات الطرق) ..

    .....

    طيب ..

    لدي ملاحظه .. إذا ظن الجميع ان المتوقف على الطريق هو ليس إلا "محتالاً" يحاول الحصول على فريسه ..

    فسيصبح من الصعب على من اغلقت الدنيا الباب بوجهه (وسيارته ايضاً) أن يحصل على مساعده ..

    وإلا ..؟! :)


    بأي حال ..

    أشكر لك ما تكتبه يداك .. وتأكد انني أراقب من بعيد ..>> وأحيانا بتلاقيني أنط :)..

    إحترامي للجميع

    ردحذف
  4. ايه أنا ألاحظ أمي وأبوي دائما يحذرون أخواني

    من الوقوف لأي أحد حتى لو عائلة يقولون غيرك ياساعدهم....

    أنا صراحة مع رأي أمي وأبوي ( ليست قلة شهامة )

    ولكن هناك الآن أمن الطرق وجوالات وكل شي......

    وبعدين أنا لاأؤيد االوقوف لمجموعة من الشباب أما اذا كانت عائلة واضحة أو شايب كبير حيل بالعمر ايه ساعدوهم

    وعقبال مانسوق احنا الحريم

    والله لو اشوف أخوي بالشارع يأشر ماأوقفله أبد..

    ردحذف

إعلان أسفل المقال