[ عالم التدوين ! ] - | الجزء الأول: نقطتان |

لا أظن أن هناك من أدمن القراءة عن عالم التدوين خلال الأشهر الست الماضية.. كما حصل معي.

حالة أعرفها جيدًا، يُعبّر عنها بالعامية أنها [ مَسْكة ]، فمثلا.. تمسك معك عدة أشهر فتجد نفسك قارئا نهمًا ومدمنًا للمقالات السياسية والتحليلات المتعلقة بها، وبالساعات الطوال في يومك وليلتك، ونحو ذلك من [ المسكات ] التي تتنزل عليك فجأة فتغويك على البذل والاجتهاد في أمور لم تتوقع أن تحوز على اهتمامك ومتابعتك يومًا.

قرأت عن التدوين، وتجولت في الكثير والكثير من المدونات، فتهت حينا بين عالم الـ HTML والـ CSS، وطالعت كل ما كتب عن الصداقة مع محركات البحث، ومررت على وسائل الدعاية للمدونة، ووقفت مذهولا أمام فرض Twitter لنفسه، ومتسائلا عن الاهتمام بالـ RSS والاشتراكات، ودرست مسألة توافق المدونة مع المتصفحات المختلفة.. وشاركت -كقارئ- في الكثير من الدورات الشبكية عن التدوين وكيفيته والنصائح حوله إلخ إلخ إلـاااااااـخ.. .

وجدت نفسي راغبًا في النصح والتوجيه "على بلاطة!" لكل من يتوجه لعالم التدوين، لا كخبير فيه.. بل كمدون مبتدئ، خبير فيما يجب أن يفعله صاحب كل بداية من البحث والتنقيب عن كل ما يتعلق بالتدوين، أكتب هذه التدوينة كخواطر وأحاول أن أكون واضحًا فيها.. والأصل أنها موجهة لربعنا من البلوجريين الذين يدونون عبر خدمة Blogger المجانية.

1 ● المدونة المجانيّة فيها الكفاية:
___________________________________________________________________
هناك فروقات ولا شك بين المدونة المجانيّة والمدفوعة، لعل أوضحها خصوصية الدومين، فعنوان مدونتي كما ترون مرتبط بالبلوجر BlogSpot، ولو كانت المدونة مدفوعة لكان العنوان خاصا.. غير أنني لا آبه بذلك أبدًا، فبالنسبة للتصميم والإضافات فإن المدونة المجانية تكفيك وتوفر لك ما يهمك وما تحبه وترغبه.

2 ● بين البداية من الصفر، والدفع:
___________________________________________________________________
كما يعلم بعضكم بدأت مدونتي بيضاء، ومشوهة، وذات جوانب أجنبية جهةً وتصميمًا لا علاقة لها باللغة العربية، وعناوين مقطعة؛ لأنني -بكل بساطة- اخترتها من القوالب الأصلية التي يقدمها بلوجر، ومن حسن حظي أنني اخترت قالب (أي: تصميم) [ minima ]، وهو بمثابة الرقم ( 0 ) بين كل التصاميم الجاهزة أو التي يقوم بتعريبها الأخوة في المدونات والمواقع المهتمة بذلك.

بعدها بدأت بالبحث، ولا شيء أفضل ولا أروع ولا أمتع من البحث في هذا العالم لمن يهتمّ حقًا.. وأخذت أسأل وأجرب وأجازف (وسيأتي الحديث عن كل هذا) ووصلت إلى هذه المرحلة التي أرتضيها بعض الشيء.. غير أن ابن آدم لا يملأ فمه إلا التراب.. أشعر أنني بحاجة إلى المزيد من الإبداع في هذا الجانب.

ميزة قالب [ minima ] أن أغلب وأكثر دروس البلوجر تتبناه كمثالٍ دائم، هذا ما رأيته وعايشته وأعانني كثيرًا بفضل الله تعالى.

تستطيع أن تختصر كل هذا التعب إذا قررت الصرف من جيبك، بالتعاون مع أحد المصممين الأمناء وأصحاب الخبرة، غير أني أنصح وبشدة البدء من الصفر والاعتماد على النفس، ولذلك فوائد نفعتني كثيرًا، أذكر منها:

1- زوال هيبة لغة HTML حتى صارت كاللعبة إذ أعبث بها. الخوف منها وهمٌ.. وتجاوزه يكون بالبحث والتجربة والمغامرة.
2- التعرف على كثير من المدونات المجهولة.. لكنها نافعة كثيرا في مجال التصميم والدروس.
3- الاعتماد على النفس في أي تغيير كبير ترغب به مستقبلا، من اعتمد على المصمم.. سيعود إليه مرة بعد أخرى، وسيستمر بالدفع ويرهق نفسه وغيره.
4- لا أجمل من [ الإلهام ] فهو أكبر دافعٍ للإبداع في التصميم.. وفي رسم أهداف المدونة.. والرقي بأسلوبك في التدوين، والإلهام سيتسلل إلى مشاعرك وروحك خلال تنقيبك في هذا العالم.
5- معرفة أهميّة الصبر مع البذل، من اعتمد على الغير في بدايته، سيستعجل النتائج المرجوة، التدوين يحتاج إلى البذل.. ثم الصبر فالصبر (وهي وصية قرأتها عند كل المدونين الناجحين والمشهورين)، وأن تستحضر أهميّة هذا الأمر أثناء انشغالك في تصميم المدونة وتطويرها وتكوين شخصيتها العامة والمجاهدة في ذلك، خير من أن تجد كل شيء جاهزًا من ناحية التصميم والإضافات، لكنك تصطدم بعدم جاهزية المدونة شهرةً وملامحًا، وعدم جاهزيتك الشخصية في إعطاء المدونة حقها لأنك لم تتعب عليها.
6- البحث يجذبك لبحث آخر، والتنقيب يؤدي إلى المزيد منه.. وكل هذا نافع ومفيد للغاية، ويعلمك أكثر.
7- البداية من الصفر تساعد على توافق مدونتك مع جميع المتصفحات، فأنت بدأت بقالب جاهز من بلوجر.. أشبه بالهيكل لها، حيث لا يتأثر عرضه أبدا -كبداية- مع كل المتصفحات (إكسبلورير، الثعلب، سفاري، كروم، أوبرا.. وغيرها)، لذلك ستتاح لك الفرصة كي تحافظ على هذه الميزة إذا صاحب تطويرك للمدونة والإضافة عليها الأناة والمعاينة الدائمة بعد كل تقدم، لدي الآن أشهر المتصفحات (وهي الخمس المذكورة بداية الفقرة)، تصفحت المدونة فلم أجد لله الحمد عيبا واضحا ومؤثرا.

أقف هنا.. وسيكون الموضوع على شكل سلسلة بإذن الله تعالى.