
وهاهي الحلقة الثانية، أود أن أخبركم فيها أن اليوم الثاني والثالث من أيام التطبيق لهما ميزة خاصة عن اليوم الأول، وبالمناسبة.. عنوان هذا القسم "من أيام التطبيق"، لا تخافوا.. لن أذكر تفاصيل كل يوم، بل القلم تدفعه المواقف والتأملات، قلت: أن لهذين اليومين الأخيرين ميزة خاصة، ففيهما دخلت أول فصل في حياتي.. كمدرّس، والآخر أنني دخلت غرفة المدرسين.. وآخر دخول لي كان في المرحلة الثانوية أيام ما كنت طالبًا، وكانت غرفة المدرسين مكانا مقدسًا بالنسبة لأهل الفضول والشفاوة من الطلاب.
حضرت مبكرا، وأعلمني المدير أن وقت انتظاري سيطول لأن أول حصة سأدخل فيها على الطلاب ستكون الرابعة، وحصة إضافية الخامسة.. وكلاهما في الصف الرابع الابتدائي، وفي فصلين مختلفين، قلت في نفسي: جيد.. لدي الوقت لأتجول في المدرسة وأبحلق في تفاصيلها.
بعد أن بحلقت بما فيه الكفاية دعاني المدير إلى غرفة المدرسين، وحللت فيها مدرّسًا جديدًا يتأكد كل خمسة دقائق من وضع عقاله؛ لأنه متعقّد من العقال إذا ضحك (العقال اللي يضحك مو أنا)، وأظنها عقوبة لأنني لا أخبر أحدا بضحك عقاله أو تزحزحه وفي نفس الوقت أشمت في داخلي، يا لي من شرير.. امسحوها بوجهي يا ناسك ويا واحد.
حسنًا.. دخلت في غرفة المدرسين وبدا كل شيء معتادا، طبعا معتادا في مخيلتي، وإلا.. فإنني لم أدخل سابقا في غرفة المدرسين كمدرس، لكنني أتخيل وأكوّن المشاهد، لذلك بدا المشهد معتادا؛ مجموعة من المدرسين الكبار في السن، وشاب ذو شخصية لطيفة وظريفة، وآخر ساكت لا ينبس ببنت شفة ولا ولدها، والمواضيع تدور حول بعض أمور المدرسة، والدوري السعودي.. وما يتعلق بأشغال اليوم والليلة، أحاديث ودية ومحترمة من مجموعة لطيفة.
طبعًا هناك مسحة إنهاك وهمٍّ تبدو على بعض المدرسين، اكتشفت من أحاديثهم أنها بسبب العَمَار، أي أنهم يبنون منازلا جديدة لهم، ولا شك أن الكثير منكم يعرف عن معايشة أو سماع همّ البناء وغمّه.. أعانهم الله تعالى.
أنا في كل الأحوال مبرطم بينهم، أخاف إن نطقت و"قطّيت" وجهي في سياق الحديث عن الدوري السعودي، يلفّوني معهم في تحليلات لا أعرفها فأبلع العافية.. وأسقط.
وأخاف أن أواسيهم في موضوع البناء، فيختطفوني إلى تفاصيل لا ناقة لي ولا جمل فيها فأتلقى اتصالا من "الكرامة" وآخر من "الاحترام".. ليعلماني باستقالتهما من حياتي وشخصيتي.
لذلك ردّدت في نفسي: الصمت حكمة.
للأسف ردّ عليّ الصمت: ما شا الله.. صاير تمون؟! أقول ابلع العافية وجاوب على الأستاذ اللي يسألك عن اسمك.
أها.. الرجل يسألني، لم أنتبه.. وحين انتبهت أجبته: اسمي راكان عارف.. أبو هيثم، ثم رجعت إلى الصمت حكمة.. ما غيره، لكن الأستاذ باغتني قائلا ومبررا: "لا تشره يالغالي احنا مستحين منك". وقصده ألا أنقد عليهم في أحاديثهم عن الكرة أو غيرها.
طبعًا جملته هذه كانت كالصفعة علي، لأنني تخيلت أني أثقل شخص في هذا العالم، فأحاديثهم كانت عادية جدا، ولو لم تكن عادية لم أكن لأتعامل مع الأمر بصرامة.. فأنا ضيف في النهاية.
التفت من حولي أبحث عن حبل نجاة، فوجدت "الصمت" قد ولّى مدبرًا.. وهو يردد صارخًا: دبّر نفسك.. مو شغلي.. مو شغلي.. مو شغلي.. مو شغلي، يذكرني بواحد خرب بيتي لأنه يحبني الله يستر عليه.
طبعًا انتبهت للرجل، فرأيته ينظر إلي منتظرًا ردّي ولسان حاله: قلت لك لا تشره علينا يا الغالي إحنا مستحين منك.. ما تفهم؟! رددت عليه بسرعة بديهة (أخذت وقتًا طويلًا): أبدًا.. خذوا راحتكم.. أنا معكم.
طبعًا "الصمت" ما فرح على الله، فرجع إليّ وقال: قبل أن أخدمك الآن، ممكن تفسر لي كلمة "أنا معكم!"، تبغى تطب معهم في شجار لا قدر الله أو إيش قصتك بالضبط؟!
ومع جرس الحصة الرابعة أحسست أنني وصلت إلى الواحة الغناء، بعد زحف طويل جدا وللغاية في صحراء الإحراج والخجل.
طبعًا هذا ما كنت أظنه، إلا أن الواحة طلعت في النهاية سراب.. فما ينتظرني في الحصتين المقبلتين يجعلني أدركت أنني زحفت من الواحة إلى الصحراء.
ولطول الحديث هنا.. نجعل الكلام عن الحصص التي درستها في الحلقة القادمة.
راكان عارف
الأربعاء 1 / 4 / 1431هـ
اقسم بالله أنني توقفت عن بحثي في خمس مواقع ومن نصف ساعة بل ومن أمس وأنا انتظر الجزء الثاني ,, خخخخخخخخخخخخخخخخخخخ موشغلي جعلتني أقهقه وحيدا في الدور الثاني ,
ردحذفشخصيتك الصامتة سترسلك إلى حتفك يوما ما وتذكر كلامي !!
ليتك أطلت شوي ولا تكلمت عن الطابور أو الفسحة .
تكفى أبغى منك طلبين :
الأول : صور روحك بالعقال وأرسله لي على الإيميل لأني اتخيلك من اليوم بشخصية ابو مشفوح خخخخخخخخخخخخخ
الثاني : تكفى لا تطلع الجوال بغرفة المدرسين وتلعب به كالعادة , قسما بالله يحشون بك ياما تصير حكايتهم تراهم من اوصخ المجتمعات واسألني عنهم بسالفة الحش !!
الله يوفقك وبإنتظار الجزء القادم
ردحذففي البداية أقول أنني سرقت فكرتك ..
ردحذفويوم محرج بشدة بالنسبة لك ، أقدر شعورك جدا ..
شخصيا خذ دردشة مع الوكيل والمدرسين ..
ممكن أعارضهم في آرائهم مستندا ببراهين كمان !
ايش رايك قوي خخخخخخخ
قال ايش قال صدمة ، قوم قوم الله يصلحك !
واحد متهول’ للأسف نسيت نفسي وطلعت الجوال، لم ينتبه لهذه الحركة إلا الطلاب، حيث ضحك أحدهم وقال.. ما شا الله عليك استاذ ما طاح الجوال.
ردحذفسأحاول تفاديها.. مرة أخرى.
غير معرّف’ آمين.. وإياكم، جزاكم الله خيرا، وستسمر السلسلة بإذن المولى سبحانه طوال أيام التطبيق فمرحبا بكم دائما.
ردحذفأبو معاذ.. بائع الورد’ تم تأجيل الصدمة إلى المقال الثالث، حيث أنني لم أرغب بأن يطول المقال.
ردحذفأما سرقة الفكرة فأحييك عليها، فأنا أرغب بمعرفة مغامراتك، خبرك نستفيد من بعضنا، ولا بأس من الضحك على بعضنا.
اعذرني اليوم لما اتصلت علي، ربما لاحظت أنني بالكاد أتكلم، ولا عمرك شفت واحد يجاوب بقوله: سأنزل المقال اليوم، على سؤال: انت أول واحد جيت قبل المدرسين؟!
طبعا كنت متواجد بين المدرسين في غرفة المدير.. حركاااات.
تقبل تحياتي ومتابع.
..
ردحذفأخيراً .. نزل مقالك !
خشيت أن تكون مثل أحدهم لديه سلسلة لكن لا يعرف طولها ، ويبدو أنها قد قطعت بآخره (:
أطالب بما طلب به الأخ / واحد ..
أن ترينا وجهك بعد أن لبست العقال ، أما أبو مشفوح فلست تشبهه من قريب أو بعيد على الأقل ذاك الشخص لديه مرونة رغم السمنة ، أما أنت فـ .. أو تدري بلاش ^،^
شخصيتك الصامتة سترسلك إلى حتفك كما قال الواحد ، لكن شخصيتك الناطقة على رتم مغاير للسائد في تلك الجلسة هو بابٌ فتح فجأة نحو حتفك !
برأيي ، ومن خلال تجربة سابقة أن تبتعد عن جلستهم ، وأن تطلب مع بقية المطبقين - حلوه المطبقين - غرفة خاصة بكم ، لأن هناك فارق بالسن ، وبالاهتمامات فأنت شاب - واسمح لي على هذه المجاملة - و ذو حيوية ، بالإضافة إلى فكر ، وعقل تود أن تطبق أغلب المهارات التي ربما قرأت عنها ، أو تعلمتها ، أو قد مارسها أستاذ لك من قبل ، لكن بقعودك مع ذاك الجمع ، وفيه المخذل ، وفيه المربي الفاضل ، وفيه من تنظر إليه فيملأ عينك ، لكن عندما ينطق تتمنى أن بيدك قناة وبرأسها مسمار لتسكته نهائياً لما يتمتع به من وقاحة ، وقلة أدب .. هذا عن واقع تلك الغرفة ، والأمر ليس على إطلاقه فقد تكون تلك الغرفة منصة للرقي في التعامل مع الطلاب بالإضافة للخبرات في الحياة بمختلف ميادينها .
حلوه " أنا معكم "
بالنسبة لما ستكتبه مستقبلاً ، أتمنى أن تذكر تلك التفاصيل التي ربما قال لك عقلك أنها تافهة ، لأنها تُكّون مع ما تريد أن تقوله صورة متكاملة لمطبق لم يعتد لبس العقال فأصابه ألم في رقبته وخدر !
خذ راحتك ..أنا معك .. وإن مزجت جداً بهزل فأنت الأفضل .
الناسك’ المقال لا يرتبط بسلسلة، فلا أدري كم عدد ما ساكتب، الذي أدريه أنني سأقضي -بإذن المولى سبحانه- ثلاثة أشهر في التطبيق، وسيكون دافع المقال أي تأملات وخواطر تدور حول هذا العالم.. والله -عز وجل- يعين.
ردحذفأما وجهي فلم يختلف كثيرًا في العقال، فقط ارتفعت أكتافي قليلا، وصرت ألتفت بصعوبة، وأتخيل نفسي ألعب لعبة سيارات بالبلايستيشن فإذا لفت السيارة لفيت معها وعضيت لساني.
أخواني المطبقين ما شفتهم ولا قابلتهم، ولا أدري أقدموا للتطبيق أم لم يقدموا.. نحن بانتظارهم حتى ننتهي من جداولنا فأنا معلق بهم.
فعلا.. أنا أهملت التفاصيل خشية الإطالة والدخول في أمور قد لا تهم القارئ.
مرحبا بك.
ههههههههههه حلوة شدييييييييد تابع العمل الرائع
ردحذف