جاري تحميل ... مُدَونة كِتَاف

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة


طلاب مدرستي (صورة أرشيفية للفصل الأول)

-5-

كحركة تموّجات جهاز تخطيط القلب.. كانت مشاعري ترتفع حينًا، وتنزل أحيانا، ثم لا تلبث أن ترتفع، وها أنا بعد البداية الرسمية للتطبيق (شرح/دروس/تقييم/فنّية:) أجد "أمبير مشاعري" ينزل ويرتفع بسرعة كبيرة.

هذا هو الأسبوع الثالث من التطبيق، تعرفت خلالها على الطلاب.. أنواعهم.. طباعهم.. تصرفاتهم.. نبغ بعضهم، فوجدت منهم من هو مشروع نابغة لو.. .

حسنًا.. إلى كلمة (نابغة) الأمبير مرتفع، وحين قلت (أو) أحسست بالانخفاض والتوتر.

بقدرّ ما أحس بالفرح والغبطة وأنا متواجد في الحصة، وقد تأدب الطلاب دون جهدٍ مني، ثم أفعل ما أشاء من شرح وحديث ضمن الحدود المعقولة، أجدني قلقًا من أمور كثيرة.

- الطلاب لا ينسون.. فاحذر من تصرفاتك وحاسب على هندامك وتحكّم جيدًا في ملامحك.
- يا ويلي.. ربما لم يفهم الطلاب شيئًا وإن بدوا كذلك.. .
- كيف يمكنني أن أعدل في تقويمهم وأنا بالكاد أحفظ أسماءهم؟!

طبعًا تموّجات المشاعر تثبت في الأعلى حينما أكون في حصّة الفنّية، وهي الحصة التي أحبها منذ الصغر لأنني أجيد الرسم والشخبطة، فلذلك من أمتع اللحظات عندي أن ألتفت للسبورة وأشارك الطلاب الرسم، لأجد من يحاكي.. ومن يتحمّس للرسم.. ومن يستمتع بالمشاهدة فقط.

لكن المتعة الحقيقية للمدرس والمعلم، والتي أعتبرها –كما وصفها أحدهم وقد صدق- أنها من أجمل متع الدنيا، هي تلك اللحظات التي يتسمّر فيها الطلاب، وقد أرخوا أسماعهم وأذهانهم نحوك، كما يقولون: عجينٌ ليّن لك الحريّة في تكوينه كما تشاء.

بقدر ما يشعرك هذا الأمر بالمتعة، ومحبّة النفع..
إلا أنه يجعلك تستحضر الأمانة الملقاة على عاتقك..
وهو في الحقيقة يجعلني أعرف أهمية هذه المرحلة، ومدى خطورتها إذا كان المعلّم مش ولا بد في تفكيره وأخلاقه ومقاصده ومبادئه.

هذا الأمر جعلني أستحضر –حاليًّا- بعض النقاط التي أرى أنه يجب أن يستحضرها المعلم في تدريسه، ومعي هنا في المدونة مدرّس رسمي منذ مدة طويلة، وآخر جرب التدريس مدّة مناسبة.. فربما يخالفوني وربما لديهم الكثير من التعليقات على هذه النقاط.. فأقول مستعينًا بالله:
- في نصحك، وكلامك، وفوائدك التي تلقيها.. اجعل نقاط انطلاقك من الدرس مع العودة المناسبة إليه قدر المستطاع.
- كما قلت، الطلاب لا ينسون، فانتبه لصحة المعلومات التي تعطيها، ومدى مناسبتها وعدم سطحيتها وسذاجة طرحها.
- هناك منهج ودروس ومواضيع محدّدة، إذا كان الخروج عن الدرس.. مهما كان مبرّره يُسبّب في عدم وصولك وانتهائك من المنهج والتطبيقات المحدّدة فأنت على خطأ.. فالمنهج هو الأولى، وتأثير الأمور الجانبية على الأمر الأساسي جناية على الطلاب، وخفر للذمة.
- لا تعيّر طالبًا أبدًا.
- لا تسمح للطلاب أن يسخروا من تلميذٍ ما عن طريقك.
- لا تغضب.. ولكن عاتب.
- لا تكثر النصح.. كي لا يستثقلونك.
- ولا تكثر العتاب كي لا يصير هيّنًا عندهم.

ربي يسّر وأعن.. .

وكتبه
أبو الهيثم
راكان عارف

13 / 4 / 1431هـ
4 تعليقات
إرسال تعليق

تزدان المدونة بتعليقاتكم وملاحظاتكم.

  1. ..

    جميل ما طرحت ..
    أحيانا تكون الأمور الجانبية أولى بالطرح لأنها في نظرك أمور جانبية لكنها في نظر الطالب أمور أساسية غير قابلة للتأجيل ثم إن المقررات ليست كما في العهد السابق !

    ثم إن الطلاب بشر (:

    ردحذف
  2. الناسك’ خخخخخخ، وأنا قايل إنهم زومبي؟!

    أنا أتكلم عن المقررات و المناهج من ناحية الذمة والقيام بالحق الوظيفي.. أما الطالب فأرى أنه من الخطأ أن نتبع أولوياته.. إذن ضاعت الحصص.

    حياك الله تعالى.

    ردحذف
  3. أولاً : أوعى تكون رسمت الرسمة الوحيدة اللي تحكرها صح " هوق هوقن يدخّن " تبأى مصيبة !!

    ثانيا ً: وش يضرك لو قلت كما قال أخي راكان بدلاً من كما قال أحدهم ؟!

    بالنسبة للنقاط التي استحضرتها هي في جوهرها صحيحة لكن البعض منها ليس قرآنا نزل من السماء , المرونة في التعامل هي أساس النجاح ليس فقط في الفصل بل في غالب شؤون الحياة .

    ردحذف
  4. واحد متهول’ الرسمة الوحيدة التي أحكرها يا ظالم؟! انت صرت مثل اللي حكيت عنه في ردك على فيديو الحكام إذ يأتيك ويقول: لا تغش كالعادة في المباراة.. .

    يا مفتري.. :"(

    ثانيًا: خخخخخخخ.. اللي قالها يا عزيزي أبو ثابت.. الأستاذ الفاضل سعد دبيجان.

    المرونة أمر أساسي من المفترض ألا تخرج هذه النصائح منا، ولا تصل إلى أسماعنا إلا وتمرّ على فلتر المرونة التي يجب أن نتحلى بها.. .

    شكرا على مرورك.

    ردحذف

إعلان أسفل المقال