مدرسة الإمام مسلم (صورة أرشيفية) |
- 3 -
في اليوم الثاني، لم أتوقع أن أدخل على الطلاب.. لذلك كانت ملامحي متباعدة حين قال لي المدير أنني سأدخل حصص انتظار لصفّي الرابع / أ والرابع / ب، وذلك لكوني لم أستعد أبدًا.
لا أقصد بالاستعداد هو تمارين الإطالة والتحمية، أنا مو داخل على اتحاد مصارعة، مع أنني أود ذلك، وإنما أقصد التخطيط المسبق لملئ حصة الانتظار (قصة.. حكمة.. شتمة.. أقصد حكمة ثانية.. وهكذا)، فالقاعدة تقول: إن لم تشغل الطلاب أشغلوك. وأنا شاهدٌ جديد على هذه القاعدة، لكوني كنت طالبًا وأعلم جيدًا أننا كنا كثيري الحركة والكلام حين نجد منفذًا من فراغ، بينما تتنزل علينا السكينة، ونصبح رهن الأستاذ حين يشغلنا بشيء يستحق من قصّة أو أسئلة تثير العصف الذهني لدينا.
لذلك حينما دخلت على صف رابع / ب؛ توقفت أمامهم وأنا أنظر إليهم وقد ارتسمت على محيّاي ابتسامة لا إرادية، فما إن شاهدوا تلك الابتسامة حتى تقافزوا من كراسيهم وذهبوا ليصافحوني في عادةٍ جديدة علي، وقد وجدتها منتشرة بين الطلاب هنا، حتى في وقت الفسحة ونحوها.. مما أوقعني في إحراجات.
صافحتهم بتواضع (إيه نعم تواضع.. أول مرة تشوفون واحد يمدح نفسه!)، ثم طالبتهم بالاستراحة في أماكنهم، بعدها كان هناك عصفٌ ذهني يجري في الفصل، لكنه لا يحدث لدى الطلاب، بل يحدث لي.. فأنا في حصة انتظار، وهناك الكثير من الأفكار، لكنها تتشاجر في رأسي، وأغلبها مغمى عليها في بئر اللاوعي، لذلك أنا بحاجة إلى حبل إنقاذ.
طبعًا كانت هناك أسئلة كثيرة ترمى علي من الطلاب، لوهلة.. أحسست أنني شاخصُ الجمرات.. الله يكافينا، لكن بدون "زبيريات" –وانتم بكرامة- طبعًا:
- أستاذ تدرسنا رياضيات؟
- أستاذ وين راح الأستاذ العريني؟
- أستاذ وش اسمك أستاذ؟
- أستاذ تطلعنا رياضة؟
- أستاذ أنت رسمي ولا مطبق؟
- أستاذ.. أستاذ أستاذ << مجرد فزعة أو انه يشتهي كلمة أستاذ.. كذا !
- أستاذ قل قصة.
- أستاذ تعرف يأجوج ومأجوج؟ << أتكلم بجد، هذا ما حصل.
- أستاذ نبغى مسابقة.
- أستاذ عندي نكتة << طلعت قذرة جدا :|
- أستاذ شف هذا.
طبعًا أنا كنت صامتًا وأبحلق فيهم ولا زلت بابتسامتي، كنت أفكر: (فارس الفتى الشجاع) توفي في الحلقة الأخير أم أغمي عليه فقط.. نسيت صراحة.
طبعًا أمزح معكم، في الحقيقة صاحب سؤال (وش اسمك أستاذ) أنقذني لأنه ذكرني أنني لم أتعرف على الأسماء، فبدأت بالتعرف عليهم واحدًا تلو الآخر، حتى انقضت عشرة دقائق من الحصة، ثم سألوني السؤال المتوقع والمنتظر.. (أستاذ وش اسمك أستاذ) حينها قلت لهم: مو لازم تعرفون اسمي. فرد أحدهم: أستاذ.. هذا ظلم.. أنت عرفت أسمائنا وإحنا ما عرفنا اسمك. قلت له: طيب أنا لعبت عليكم.. فأجمعوا على ضحكة لطيفة سكنت الأجواء قليلا وبدأت مسابقة تحديتهم فيها أن يتوقعوا اسمي خلال خمسة دقائق.. وكانت ممتعة لي ولهم، ثم سألتهم عن المدرس والمادة.. وعن مواد اللغة العربية.
لكن الوقت يمشي ببطء؛ لذلك سألتهم عن اهتمامي الكبير (الانترنت)، وكانت هناك عدة أسئلة:
- من يملك من أهله كومبيوترًا في البيت ويُسمح له باستخدامه؟
- من يملك هو حاسبًا شخصيا؟
- من يدخل إلى الشبكة العنكبوتية؟
- من يدخل بإشراف أهله؟
- ثم مررت على كل واحدٍ منهم أسأله عما يدخل من المواقع.
في الحقيقة ندمت على أسئلتي هذه؛ لأنني لاحظت الإحراج الشديد على الطلبة الذين لا يملكون كومبيوترًا، وأنا أذكر هذا الشعور جيدًا من أيام الدراسة.. يعني أيام "البيجر" يسأل المدرّس عمن يملك "البيجر" –وكان مثل الآي فون والبلاك بيري الآن في الافتخار بامتلاكه- فنرفع أيدينا ويبقى مجموعة من الزملاء قد انكسر خاطرهم من هذا الموقف، وكنا من ملامحهم نكاد نستنشق آلامهم وقهرهم.
وهذا ما حصل في ذلك الفصل، حيث عرفت تلك الملامح جيدًا فندمت على السؤال.
لكن بشكلٍ عام، كان الفصل مزعجًا إلى حدٍّ ما.. فمع إشغالي لهم إلا أنه كان هناك مجموعة من الطلاب لا يكلون من الحديث والمشاغبة، وأنا لا أريد أن أمدّ يدي على أحدٍ منهم لأني أكره الضرب كثيرًا كثيرًا.. ولأنه ممنوع قبل كل شيء، ثم إنني قد لا أعود لهم مرة أخرى لأن الجدول لم ينزل لي في ذلك الوقت وربما لن أعطى حصة في هذا الفصل، لذلك.. ليس جيدًا أن أضرب احدهم في الحصة الوحيدة التي أدخلها عندهم.. وهذا وضحته لهم بكل صراحة.
أكره الضرب صحيح، وأمنيتي ألا يمر الفصل وأنا ضربت أو صرخت بشدة على أحد الطلاب، لكن فصل رابع / أ في حصة الانتظار التالية جعلني أفكر في ذلك كثيرًا.. مجرد تفكير طبعًا، قلة أدب.. ومشاغبة.. وثقة سيئة.. تجعلني أفكر أن أجعل من أحد الطلاب كبش فداء دون أن أؤذيه كثيرًا، 45 دقيقة حاولت أن أصنع بها ما صنعت بالطلاب في فصل رابع / ب ولكن لا فائدة، فأنا أمام صفٍ متخمٍ بقلّة الأدب.. وهذا بدا واضحًا على طلابه حين راقبتهم فيما بعد بالفسحة.. وبين الحصص وفي طابور الصباح، لذلك خرجت من ذلك الفصل.. ومن ذلك اليوم وأنا محبط كثيرًا لأنني قمت بالواجب على أكمل وجه، ولكن في بعض الأحيان الأمر لا يتعلق بك فقط.. وإنما في طبيعة الطلاب، والحل الأخير هو الصرامة.
يعني تخيل الموقف، تقول لذلك الطالب: اسكت.. فتتكلم الجهة الأخرى، فتنتقل إليها، لتعود الجهة السابقة إلى مشاغبتها وهكذا، والعجيب أن الكلام يدخل الأذن ويخرج من الأخرى.
خرجت من المدرسة وأنا مهموم جدا لأني توقعت أن يكون اليوم ناجحًا 100%، وفي الطريق إلى الشقة راجعت حساباتي وبدأت أتأمل في حقيقة كون التدريس أمنيتي منذ الصغر.. ولا زلت محبطًا، لكن الاستعجال في الحكم قد يوديني في داهية.. والله يستر.
طبعًا قبل أن أخرج، قلت لذلك الصف: عليكم أن تدعو الله ألا أدرسكم؛ لأنني إن فعلت وأنتم على حالكم هذه فأعانكم وأعانني الله.
* * * *
الكلام الذي يسبق الأنجم الأربعة كتبته بعد ساعات من خروجي من ذلك الفصل، وفضلت أن أتركه من باب العدل.. وكي يكون درسًا لي ولمن يقرأ هذه الأسطر من الزملاء المطبقين، لأنني دخلت هذا اليوم الاثنين على هذا الفصل ووجدتني قد نجحت في سلوك بعض الطرق إلى قلوبهم ومنطق عقولهم.. وبنتيجة أذهلتني شخصيًّا.
لا بأس من الغضب والفضفضة من موقف مباشر، ما دامت لا تؤثر سلبيا في الواقع، لأن الاستعجال يحرمك جميل النتائج، التي ستظهر مع الأناة وشيء من إعطاء الزمان حقه، وبذل الجهد.. وتنويع التجارب والمحاولات، وعدم الانصياع أمام الوهم، أو الواقع الذي يمكن أن يتغير.. لو تأنيت.
يروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كاد صاحب الأناة أن يصيب، أو قد أصاب" (الفقيه والمتفقه للبغدادي).
وفي الحكمة: "من استعجل الشيء قبل أوانه.. عوقب بحرمانه".. ولو أني خضعت لاستعجالي لما رأيت في طلاب ذلك الفصل الجانب الذي أتمناه لهم، ولو استسلمت لحكمي على تصرفاتهم في الفصل وخارجه من أول الأيام.. لكانت الأشهر القادمة جحيمًا وتكلفًا وأيّاما متخمة بالثقل.
المقال طال.. والحديث عن الطلاب يطول، وسيكون مقسمًا على عدّة حلقات.
ربي يسّر وأعن.
المطبق | راكان عارف
الاثنين 6 / 4 / 1431هـ
لذلك حينما دخلت على صف رابع / ب؛ توقفت أمامهم وأنا أنظر إليهم وقد ارتسمت على محيّاي ابتسامة لا إرادية، فما إن شاهدوا تلك الابتسامة حتى تقافزوا من كراسيهم وذهبوا ليصافحوني في عادةٍ جديدة علي، وقد وجدتها منتشرة بين الطلاب هنا، حتى في وقت الفسحة ونحوها.. مما أوقعني في إحراجات.
صافحتهم بتواضع (إيه نعم تواضع.. أول مرة تشوفون واحد يمدح نفسه!)، ثم طالبتهم بالاستراحة في أماكنهم، بعدها كان هناك عصفٌ ذهني يجري في الفصل، لكنه لا يحدث لدى الطلاب، بل يحدث لي.. فأنا في حصة انتظار، وهناك الكثير من الأفكار، لكنها تتشاجر في رأسي، وأغلبها مغمى عليها في بئر اللاوعي، لذلك أنا بحاجة إلى حبل إنقاذ.
طبعًا كانت هناك أسئلة كثيرة ترمى علي من الطلاب، لوهلة.. أحسست أنني شاخصُ الجمرات.. الله يكافينا، لكن بدون "زبيريات" –وانتم بكرامة- طبعًا:
- أستاذ تدرسنا رياضيات؟
- أستاذ وين راح الأستاذ العريني؟
- أستاذ وش اسمك أستاذ؟
- أستاذ تطلعنا رياضة؟
- أستاذ أنت رسمي ولا مطبق؟
- أستاذ.. أستاذ أستاذ << مجرد فزعة أو انه يشتهي كلمة أستاذ.. كذا !
- أستاذ قل قصة.
- أستاذ تعرف يأجوج ومأجوج؟ << أتكلم بجد، هذا ما حصل.
- أستاذ نبغى مسابقة.
- أستاذ عندي نكتة << طلعت قذرة جدا :|
- أستاذ شف هذا.
طبعًا أنا كنت صامتًا وأبحلق فيهم ولا زلت بابتسامتي، كنت أفكر: (فارس الفتى الشجاع) توفي في الحلقة الأخير أم أغمي عليه فقط.. نسيت صراحة.
طبعًا أمزح معكم، في الحقيقة صاحب سؤال (وش اسمك أستاذ) أنقذني لأنه ذكرني أنني لم أتعرف على الأسماء، فبدأت بالتعرف عليهم واحدًا تلو الآخر، حتى انقضت عشرة دقائق من الحصة، ثم سألوني السؤال المتوقع والمنتظر.. (أستاذ وش اسمك أستاذ) حينها قلت لهم: مو لازم تعرفون اسمي. فرد أحدهم: أستاذ.. هذا ظلم.. أنت عرفت أسمائنا وإحنا ما عرفنا اسمك. قلت له: طيب أنا لعبت عليكم.. فأجمعوا على ضحكة لطيفة سكنت الأجواء قليلا وبدأت مسابقة تحديتهم فيها أن يتوقعوا اسمي خلال خمسة دقائق.. وكانت ممتعة لي ولهم، ثم سألتهم عن المدرس والمادة.. وعن مواد اللغة العربية.
لكن الوقت يمشي ببطء؛ لذلك سألتهم عن اهتمامي الكبير (الانترنت)، وكانت هناك عدة أسئلة:
- من يملك من أهله كومبيوترًا في البيت ويُسمح له باستخدامه؟
- من يملك هو حاسبًا شخصيا؟
- من يدخل إلى الشبكة العنكبوتية؟
- من يدخل بإشراف أهله؟
- ثم مررت على كل واحدٍ منهم أسأله عما يدخل من المواقع.
في الحقيقة ندمت على أسئلتي هذه؛ لأنني لاحظت الإحراج الشديد على الطلبة الذين لا يملكون كومبيوترًا، وأنا أذكر هذا الشعور جيدًا من أيام الدراسة.. يعني أيام "البيجر" يسأل المدرّس عمن يملك "البيجر" –وكان مثل الآي فون والبلاك بيري الآن في الافتخار بامتلاكه- فنرفع أيدينا ويبقى مجموعة من الزملاء قد انكسر خاطرهم من هذا الموقف، وكنا من ملامحهم نكاد نستنشق آلامهم وقهرهم.
وهذا ما حصل في ذلك الفصل، حيث عرفت تلك الملامح جيدًا فندمت على السؤال.
لكن بشكلٍ عام، كان الفصل مزعجًا إلى حدٍّ ما.. فمع إشغالي لهم إلا أنه كان هناك مجموعة من الطلاب لا يكلون من الحديث والمشاغبة، وأنا لا أريد أن أمدّ يدي على أحدٍ منهم لأني أكره الضرب كثيرًا كثيرًا.. ولأنه ممنوع قبل كل شيء، ثم إنني قد لا أعود لهم مرة أخرى لأن الجدول لم ينزل لي في ذلك الوقت وربما لن أعطى حصة في هذا الفصل، لذلك.. ليس جيدًا أن أضرب احدهم في الحصة الوحيدة التي أدخلها عندهم.. وهذا وضحته لهم بكل صراحة.
أكره الضرب صحيح، وأمنيتي ألا يمر الفصل وأنا ضربت أو صرخت بشدة على أحد الطلاب، لكن فصل رابع / أ في حصة الانتظار التالية جعلني أفكر في ذلك كثيرًا.. مجرد تفكير طبعًا، قلة أدب.. ومشاغبة.. وثقة سيئة.. تجعلني أفكر أن أجعل من أحد الطلاب كبش فداء دون أن أؤذيه كثيرًا، 45 دقيقة حاولت أن أصنع بها ما صنعت بالطلاب في فصل رابع / ب ولكن لا فائدة، فأنا أمام صفٍ متخمٍ بقلّة الأدب.. وهذا بدا واضحًا على طلابه حين راقبتهم فيما بعد بالفسحة.. وبين الحصص وفي طابور الصباح، لذلك خرجت من ذلك الفصل.. ومن ذلك اليوم وأنا محبط كثيرًا لأنني قمت بالواجب على أكمل وجه، ولكن في بعض الأحيان الأمر لا يتعلق بك فقط.. وإنما في طبيعة الطلاب، والحل الأخير هو الصرامة.
يعني تخيل الموقف، تقول لذلك الطالب: اسكت.. فتتكلم الجهة الأخرى، فتنتقل إليها، لتعود الجهة السابقة إلى مشاغبتها وهكذا، والعجيب أن الكلام يدخل الأذن ويخرج من الأخرى.
خرجت من المدرسة وأنا مهموم جدا لأني توقعت أن يكون اليوم ناجحًا 100%، وفي الطريق إلى الشقة راجعت حساباتي وبدأت أتأمل في حقيقة كون التدريس أمنيتي منذ الصغر.. ولا زلت محبطًا، لكن الاستعجال في الحكم قد يوديني في داهية.. والله يستر.
طبعًا قبل أن أخرج، قلت لذلك الصف: عليكم أن تدعو الله ألا أدرسكم؛ لأنني إن فعلت وأنتم على حالكم هذه فأعانكم وأعانني الله.
* * * *
الكلام الذي يسبق الأنجم الأربعة كتبته بعد ساعات من خروجي من ذلك الفصل، وفضلت أن أتركه من باب العدل.. وكي يكون درسًا لي ولمن يقرأ هذه الأسطر من الزملاء المطبقين، لأنني دخلت هذا اليوم الاثنين على هذا الفصل ووجدتني قد نجحت في سلوك بعض الطرق إلى قلوبهم ومنطق عقولهم.. وبنتيجة أذهلتني شخصيًّا.
لا بأس من الغضب والفضفضة من موقف مباشر، ما دامت لا تؤثر سلبيا في الواقع، لأن الاستعجال يحرمك جميل النتائج، التي ستظهر مع الأناة وشيء من إعطاء الزمان حقه، وبذل الجهد.. وتنويع التجارب والمحاولات، وعدم الانصياع أمام الوهم، أو الواقع الذي يمكن أن يتغير.. لو تأنيت.
يروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كاد صاحب الأناة أن يصيب، أو قد أصاب" (الفقيه والمتفقه للبغدادي).
وفي الحكمة: "من استعجل الشيء قبل أوانه.. عوقب بحرمانه".. ولو أني خضعت لاستعجالي لما رأيت في طلاب ذلك الفصل الجانب الذي أتمناه لهم، ولو استسلمت لحكمي على تصرفاتهم في الفصل وخارجه من أول الأيام.. لكانت الأشهر القادمة جحيمًا وتكلفًا وأيّاما متخمة بالثقل.
المقال طال.. والحديث عن الطلاب يطول، وسيكون مقسمًا على عدّة حلقات.
ربي يسّر وأعن.
المطبق | راكان عارف
الاثنين 6 / 4 / 1431هـ
رائع جداً
ردحذفلي عودة ,, دريت عن حجب منتديات رفحاء , صراحة لا أعلم لماذا أشعر بالحزن ؟؟!!
بانتظار عودتك.
ردحذفأما منتديات رفحاء فلا أتوقع أن ما حصل حجبٌ مقصود لأن الجهة المسؤولة عن الحجب، تقوم بهذا الأمر بشكل عمومي في بعض الأحيان وتلقائيًّا.. فتدخل بعض المواقع التي لا دخل لها في هجمة حجب عامة.. كما حصل مع مدونة رشيد وكما حصل مع مجتمع شباب رفحاء.
طلاّب الإبتدائية ودوشتهم ..
ردحذفهم إزعاج وبعضهم pain in the ass على قولة خويي تشاندلر , لكن مع ذلك هم عجينة طرية بإمكانك تشكيلها حسب رغبتك وبإمكانك زرعم أنبل القيم لهم بفضل تصرف بسيط منك , كما بإمكانك صنع نسخة مصغرة لئيمة مثلك ياريّس .
احذر من الضرب , فالطفل يتمتع بذاكرةحديدة لا تسامح ولا يمكن أن تنسى وأنا أذكر جيداً شعورك تجاه أحد معلميك في عمرو بن العاص عندما صرف لك عقاباً وخيماً رغم تفاهة الجريمة .
من أكثر الناس إفادة لك في مدرستك معلّم الصفوف الاولية خصوصاً أول ابتدائي , كثير منهم عنده خبرة تعليمية تحتاجها الوزارة وهي غافلة عنها , نفسياتهم دائما مرتفعة وصدورهم تسع مشاكل الجن والإنس , وطريقة عقابهم تثمر نتائج خيالية مع أنهم لا يلجأون للعقاب الجسدي إلا قليلاً .
أمس شرفونا طلاّبك بزيارة للمدونة وهو أمر جلل من طلاب ابتدائية فاحذر وأعط كل ماعندك من خبرات ولا تنس تنزل جوالك على الطاولة أول ماتدخل الفصل علشان ماتصير خوينا فلبينو في حكاية المعلم الساحر .
تجربة الابتسامات
ردحذف:)
:) :)
ردحذفتجربة أخرى :)
ردحذف:-o
:-t
..
ردحذفلا أملك خوياً مثل الأخ واحد لأقتبس من كلامه شيئاً يصب في موضوعنا هنا..
لكني أقول بأن العقاب إن أتى فهو أمر في بعض الأحيان لا تستطيع إيقافه لكنك تستطيع أن تتعامل مع تبعاته إن كنت ذا بديهة وفطنة ، وسرعة في إدراك الإشارات والعمل عليها قبل أن تصبح أفعالاً قد تهدد ما أنت بصدده من عمل !
فالعقاب أمر جيد - إن كان متزناً - بشهادة المعاقبين فقد عاقبت في الماضي وأتتني رسائل تقول "أنك ما عاقبتنا إلا لمصلحتنا " ، ومع هذا فالطلاب ليسوا على عقلية واحدة ، لكن هناك إدراك لمثل ما يصدر عن المعلم .
لنقل أنك عاقبت أحدهم ..
في الحصة ( يا قدم هالكلمة ، أو إني مبطي عنها )القادمة ستظهر على الطالب تبعات العقاب - هذا إن ظهرت ، فعلى عكس ما يقول المتهول ..الطلاب وخصوصاً الأطفال أصحاب تجاوز وصفح عجيبين ، وهذا إن كان الضرب لسبب واضح لا غبار عليه ، وتكون قد وضحته له قبل أن تعاقبه ، هذا أمر ، والأمر الآخر إن كان الضرب متزناً كما ذكرت - عندها يأتي دورك لتُذهب ما في قلبه تجاهك بهدية ، أو تكليف تخصه به كمسح السبورة ، وما إلى ذلك من أشياء تخصه بها عن غيره ، حتى توقن بذهاب ما في صدره ، أقول هذا حتى لا تعالج مشكلة لتقع بأخرى فقد يصاب الطالب بالدلع من جراء تلك المعاملة لذا كن حازماً متى ذهب ما في صدره حتى تعيده إلى صفوف إخوته في التساوي في المعاملة دون تفضيل لأحد على أحد ..
هذه نصيحة والأمر من قبل ومن بعد قابل للأخذ والرد ..!
تحياتي لطلابك الزائرين ..