المؤمن مرآة أخيه، إن لاحظ شيئًا سلبيًّا أو كره أمرًا مفضولًا، نبّه أخاه عليه.. وحرّصه على ما هو أفضل له، ودله على ما يعينه على نجاح مشاريعه، وتيسير الوصول إلى أهدافه، وهنا.. أتيت بخمس ملاحظات.. أو نصائح أوجهها للأخوة المدونين، هذه النصائح تعنيني بالدرجة الأولى، ثم لعلها تنبه المدونين على ماهم بحاجة إلى التنبه إليه من الملاحظات والتوجيهات.
- ليس بالضرورة أن تكون رسميا في أسلوبك.
لدينا مشكلة في عالم التدوين، وهي الربط بين اجتهادات المدون الناجح وبين ذوقه وشخصيته، فمثلًا.. يأتي أحدهم إلى مدونة تعنى بجانب التقنية، فيجدها ناجحة ومميزة، والتفاعل فيها عالي العال، فيربط نجاحها بموضوع المدونة ووصفها [ الاهتمام بعالم التقنية ]، ويظن بأنه لا نجاح لمدونته إلا بطريق هذا المجال. أو يزور مدون مبتدئ مدونة يتسم صاحبها بالرسمية الشديدة في أسلوبه، فيربط الزائر بين نجاح تلك المدونة وأسلوب صاحبها.
ولأن بعض المدونات الشهيرة يتسم أصحابها بالرسمية في الأسلوب والاعتماد على تقديم المعلومة فقط دون أي بروز لشخصية الكاتب، قلدهم الكثير على غير هدى، وأدخلوا الرسمية حتى في الكتابات الشخصية والأدبية.. وقد يمس هذا الأسلوب الجاف كتابات الخواطر والتأملات.
الموت إذا وجدنا هذا الأسلوب قد تسلل إلى الكتابة الساخرة (تخيلوا!).
مشكلة هذا الأسلوب حين يطرقه من يتكلّفه تكلفًا، ويأخذ به تقليدًا، تتخيل وأنت تقرأ له أنك أمام روبوت آلي يعطيك معلومات مسبقة دون شخصية ولا مشاعر.
لا تتكلف في الكتابة، ولا تحبس نفسك في أسلوب لست من أهله، ولتكن شخصيتك هي العامل المؤثر على أسلوبك، بدلًا من أن تكون شخصية غيرك هي من تقوم بهذا الأمر. - عش مجتمع التدوين.
البعض يسمع عن مجتمع التدوين، فيعتقد أنه بمجرد إنشائه لمدونته الشخصية.. ستكون كجحر الأرنب الذي يذهب به إلى بلاد العجائب: مجتمع التدوين.
مجتمع التدوين هو: تفاعلك في مدونتك، وتفاعلك مع مدونات الآخرين.
تجول في مئات المدونات وانتق منها ما شئت، ثم انتق من الانتقاء ما تظن أنه يضيف إليك ما هو مفيد.. أو ممتع على الأقل.
وتكتمل المعادلة إذا دخلت ميّزة الاستمرارية والمداومة، ومع الأيام ستجد نفسك تعيش عالم التدوين حقيقة، وستنتبه يومًا إلى أنك قد أهملت الكثير من ملفات المفضلة وركزت على متابعة المدونات. - اجعل من جولاتك العنكبوتية وجبة دسمة.
نحرص على التجول اليومي في الشبكة العنكبوتية، ونمرّ في جولتنا على عشرات المقاطع الفيديوية، ومئات الأفكار والفوائد، ومثلها من الصور الغريبة والنادرة.. والمضحكة.
ندخل عشرات المواقع المميزة، والمهمة، ونكتشف صفحات مهمّة في محتواها، مجنيٌّ عليها لانعدام شهرتها، وقلة متابعيها.
وجود مساحة لك في النت، أو –على الأقل- إمكانية إيجاد مساحة واسعة لك في النت، بالإضافة إلى كونها مجانية، يتيح لك فرصة مشاركة الغير ونفعهم من خلال خلق أهداف راقية وخيّرة تجعل من تجولك في الشبكة سياحة وفائدة.
شخصيًّا.. أنا من متابعي اليوتيوب، أشاهد فيه كل ماهو مثير ومفيد وطريف من البرامج الثقافية والسياسية والفكرية والمقاطع الظريفة، ثم قررت أن أشارك الغير ما أشاهده وأتابعه، فقمت بافتتاح (قناة المدونة) هنا، فوجدت لذلك آثار إيجابية بالنسبة لي شخصيًّا، لأني أضفت هدفًا مهمًّا ونافعًا لجولاتي في اليوتيوب، أرى هذا من خلال زوار تلك المواضيع من محركات البحث، وبالطبع الزوار الأوفياء.. بالإضافة إلى التعليقات عليها. - اترك أثرًا طيبًا.
الآثار في الانترنت لا تختفي، أو بالكاد يختفي بعضها.
الانترنت نعمة عظيمة، وبعد موتك.. قد تكسب من الانترنت منافذ الخير الثلاث لقبرك:
- صدقة جارية.
- علمٌ نافع.
- ولدٌ صالح يدعو لك (وربما أخ مسلم أحبك لله لجميل نتاجك فأمسك اسمك في الدعاء للغير).
رحلت المدونة هديل الحضيف –رحمة الله عليها- وتركت الذكر الحسن، أنا لم أعرفها، ولم أعرف مدونتها إلا بعد موتها، لكنها تركت أثرًا طيبًا، ومشاركات نافعة وخيّرة، نسأل الله تعالى لها الرحمة والمغفرة.
الأثر الطيب لا يعني فقط تجنب المحرمات في الصور والفيديوهات والكلمات والأفكار، مع أهميتها البالغة، وخطورتها على صاحبها، وإنما تستطيع أن تترك أثرًا طيبًا وذكرًا حسنًا من خلال طبيعة تعاملك مع زوار موقعك ومراسليك. - استوعب ماهية التدوين:
إلى الآن، لا زال البعض غير مستوعب لماهية التدوين، ومع الأسف فإن بعض المدونين يسقط اهتماماته وتوجهه وذوقه ليصنع تعريفًا للتدوين، هو في الحقيقة مجرد تعريفٍ لمدونته، واهتماماته التدوينية.
التدوين يا جماعة مساحة خاصة لك تضع فيها اهتماماتك.
فلان من الناس لديه اهتمام بالخواطر، وتقنية الجوالات، والرسم، ومتابعة جديد الأناشيد؛ إذن.. ليفتتح مدونة يجعل فيها أقسامًا خاصة بكل اهتماماته، فهناك قسم للخواطر، وآخر للجوالات.. وهكذا.
علّان من الناس لديه ذات الاهتمامات، لكنه داهية في عالم الجوالات، ويطغى هذا الاهتمام على باقي اهتماماته والتي لها مساحة من الأهمية.. ولكنها بقدرٍ ما لا يبلغ توجهه لعالم الجوالات وتلك التقنيات؛ إذن إما أن يجعل مدونته متخصصة بالجوالات بالدرجة الأولى، ولا بأس من افتتاح أقسام أخرى عن اهتماماته الباقية.. ولكن يبقى العنوان الرئيسي والتعريف العام معنيًّا بالجوال. أو يقوم بافتتاح مدونتين.. الأولى خاصة بعالم الجوّال، والأخرى يضع فيها اهتماماته الأخرى، بشرط أن يعطي لكل مدونة حقها.
الحديث عن ماهية التدوين يستحق مساحة أكبر، وموضوعًا منفردًا.. لعل الله ييسر لي ذلك في مسيرة قسم عالم التدوين والمدونات.
لا تتكلف، تفاعل مع الآخرين، شارك جولاتك العنكبوتية، اترك أثراً طيباً، وافهم ماهية التدوين تنجح بإذن الله
ردحذفأفادتني النصائح وسأنتبه لها مستقبلاً
جزاك الله خير أخي راكان
عبدالرحمن إسحاق’ يسرني استفادتك منها أخي الفاضل.
ردحذفبارك الله فيك.
..
ردحذفكم أنت نقي ، وبهي أخي راكان ..
عندما تجد شيئاً ينفعك ، وترى أنه قد ينفع غيرك تبادر إلى طرحه ، وعرضه ليعم النفع أرجاء البلاد .. قصدي : أرجاء العقول !
الموت إذا وجدنا هذا الأسلوب قد تسلل إلى الكتابة الساخرة (تخيلوا!).
هههههه ، جميلة هذه العبارة .
زبدة هذه النقطة لا تكن رسمياً ، ولا تكن مبتذلاً .. كن كما أنت ، وإن علمت من نفسك إيغالاً في جانب على حساب بقية الجوانب عندها حاول بكل ما تستطيع أن تتوسط لتكون الفائدة عامة شاملة لك ولغيرك .
عش مجتمع التدوين ..
أتحدث عن نفسي فأقول : إلى الآن لم أنسجم وأتكيف مع هذا الوضع ، وهذا هو الذي يجعلني متعثراً بعض الشيء في تدويني ..
في مخيلتي فكرةٌ ما زالت تتخمر رويداً رويداً حتى تنضج وهي : عود نفسك على دخول عدة مدونات تعجبك - لا للمجاملة ، أو تسويقاً لما تدون - واجعلهم كالأصدقاء الذين تتفقدهم بين الحين ، والآخر ستجد أن هناك علاقة توطدت دعائمها مع مرور الوقت وهذا يحتاج إلى صبر ومران .
التجوال العنكبوتي ..
مؤيد لما تقول فالعبرة بالمحصلة من الوقت الذي تبذله في هذا الكون الفسيح عندما يكون لديك هدف فإن هذا الهدف سوف يصاحبك إلى كل مكان تزوره مما يجعلك تأخذ من بعض الأمور العرضية مادة لكتابة أو بحث أو تقرير .
الأثر الطيب يورث ردة فعل طيبه ..
عندما يزورك أحدهم في مدونتك ويُلقي أحرفاً عذبة فإن مستوى السعادة لديك يرتفع ، وتشعر بأريحية وهدوء .. والعكس بالعكس ، لذا اختر الأصلح والأنفع لك ، وأضف إليه النية - سرور تدخله على قلب مسلم - عندها تكون كمن أصاب عصفورين بـ طابوقه ! (:
الاستيعاب قد يجر إلى حيز النقل ، لأننا ننقل ما يحدث في الحياة الواقعية إلى الحياة الافتراضية ، لنتجاذب أطراف الحديث ، والاهتمامات .. فهل هذا حسنٌ يا ريس ؟! (:
دمت نوراً يضيء كل مكان معتم في العقول ، والقلوب ، أو حتى المنازل المهجورة !
الناسك’ مرحبًا بك.
ردحذف[ في مخيلتي فكرةٌ ما زالت تتخمر رويداً رويداً حتى تنضج وهي : عود نفسك على دخول عدة مدونات تعجبك - لا للمجاملة ، أو تسويقاً لما تدون - واجعلهم كالأصدقاء الذين تتفقدهم بين الحين ، والآخر ستجد أن هناك علاقة توطدت دعائمها مع مرور الوقت وهذا يحتاج إلى صبر ومران. ]
أتفق معك كثيرًا في هذه النقطة، وتمنيت أنني نبهت عليها في المقال.
البعض يريد أن يأخذ ولا يعطي، ردوده على الغير لطلب المنفعة، لذلك تجده يدخل المدونات ليسوق لمدونته، لا يهمه طرح المدون ولا يأخذ مواضيع المدونين على محمل الجد.
بالنسبة لنقل ما يحدث في الحياة الواقعية، فتخيل أنني معقد إلى درجة رفض نقل تجارب الحياة الواقعية هنا، لمجرد ورود كلمة نقل.. << ههههه جنون :|
ثم زيدوني مدحًا زيدوني يا أحلى نوبات جنوني.
ما قلت لنا يا ناسك، أحسست بالفضول.. أنا كنت أظن بأن التدوين أرشفة لمواضيعك في المنتديات، فما الذي كنت تظنه عن التدوين؟! اعترف ! :)
..
ردحذفأنت تعاني من فوبيا النقل >>>>> ترى نفتح بعد المغرب للقراءة على الطيبين أمثالك (:
ثم إن الأرشفة كانت ، ثم تمت بعون منك ، وإلا فنحن ندرك ما هية التدوين جيداً .. لست بحاجة لتذكيرك بمدى حرصك على هذا الأمر (؛
ثم إني هواء يتنفس (:
طيب يا راجل كنت تدرك ماهية التدوين، وراك ما علمتنا ذاك الوقت، الله يهديك.. .
ردحذفما شاء الله انتوا بتتنفسوا كل يوم.
تدوينةٌ مُثرية و رائعة , المُدوّنات هذه الفترة تعيش حُمّى تقليدٍ و روتين , إذ قلّ ما نُبصر تفرّداً و جديداً .
ردحذفالأخيلية’ صدقتي أختي، وإن شاء الله تصلح الأحوال، شكرًا لمرورك.
ردحذفبارك الله فيكم..
ردحذفنصائح مهمة سأعمل بها ان شاء الله
رائعة جدا هذه التدوينة
ردحذفبالنسبة للرسمية بأذن الله سأتخلى عنها
سأحاول الرد على الزوار بشخصيتي الحقيقية
ايضا سأضيف الابتسامات لصندوق الرد ليرطب الجو
جزاك الله خير على التذكير
كمونة’ حياك الله أختي، أشكر لك لطيف متابعتك، وتمنياتي لك بالتوفيق في مدونتك التي أحتفظ بها في المفضلة، خصوصا أن هدفها خدمة الإسلام ونشر البشائر عنه.. بارك الله في قلمك.
ردحذفمستر بلال’ أمر جميل جدا أخي، سعيد أن الموضوع قدم فكرة إيجابية لك، أتمنى لك التوفيق في عالم التدوين.
مدونتك مرتبة وجميلة مكانها المفضلة دون مجاملة.
حياك الله دائمًا.
لقد أستفدتُ كثيراً, جزاك الله خيراً
ردحذفوإياك أخي راكان صالح، حياك الله تعالى..
ردحذف