جاري تحميل ... مُدَونة كِتَاف

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

تكاليف-الزواج-Cost-of-marriage

كلما تقدم العمر بالإنسان كلما لاح له شبح العرس(!).

من المفترض أن تكون الجملة السابقة خاصة بشبح الموت أو الشيخوخة، لكن أعتقد أن الزواج قد حل رسميًّا ومنطقيًا في هذه الجملة ليحكي واقعًا مرًّا يعاني منه الكثير من الشباب.

الزواج همّه ملموس ومتواصل قبله وأثناءه وبعده، وقد قيل في الأمثال الشعبية "لا همْ إلا همّ العِرس".

كنت ولا زلت أستغرب من بعض العائلات.. والأخوات –تحديدًا- اللاتي يثقلن كاهل العريس بما لذ وطاب لهن، وللحضور، ولكاميرا التصوير.. والذكرى كذلك، لكنها أثقال من فوق أثقال على ظهر العريس، فليلة العرس قد بلغت القمة في المظهر، لكن هذا المظهر سيتأثر في قابل السنوات، وتجني مظاهر العرس على مظاهر الحياة بين الزوجين، وقد تتزوجين –أختي الفاضلة- في ليلة ليلاء، قد اكتمل فيها القمر.. والأنس.. والفرح، لكن هذه الليلة قد تجني عليك في باقي الليالي والأيام.

أتساءل: بغض النظر عن سكرة العرس وليلته، ألم تفكر المرأة أنها ستكون متزوجة برجل "مديون"، قد تآكل راتبه، وهو –بالنظرة المادية المنطقية- رأس مال الأسرة؟!

أحد المعارف بالكاد.. بالكاد يصفي له من راتبه 700 ريال، وسيبقى على هذه الحال بضعة سنواتٍ من المفترض أن تكون سنوات العسل والأنس والسعادة للزوجين الشابين في بداية حياتهما ولمّا تتراكم عليهما -حتى الآن- القيود والمسؤوليات، وكل ذلك بسبب تلك الليلة، الذي زفّت فيها العروس إلى زوجها الذي كان على ما يرام من ناحية مادية، لكن سيذهب شبابه.. وشباب زوجته وهم بالكاد قد عتقوا من الديون المتراكمة، وما إن يعتقوا منها بعد أن تُذهب شيئا ليس بالهين من نظارة الروح والجسد، حتى تأتي مسؤولية الأبناء.. وربما عَمَارُ البيت وغيرها، مع التكاليف المصاحبة لذلك، ولا تنسوا ما يتعلق بالديون من همّ يؤثر على نفسية الزوج.

حتى لو كان المعاش بعد القروض والديون ميسورًا و"يمشّي الحال"، ألا تعلم الزوجة أنها قد حرمت نفسها وزواجها وربيع عمرها من رفاهية كانت ستحل على الأسرة لولا انخفاض الراتب بعد المطبّات والعقبات التي اعترضته في مروره بمحطة الزواج.

لو كانت تكاليف العرس.. والمهر بشكل خاص منطقية جدا، وأقل مؤونة لسعدت الزوجة والزوج براتب يضمن لهم حياة كريمة، ويسعدهما في شبابهما.. قبل تراكم المسؤوليات وازدحامها.

بالنسبة لي.. لست مقبلًا في الفترة الحالية على الزواج، ولا أشعر بهمّه.. لكن رؤيتي لشدة معاناة بعض الأخوة وهم في زهرة العمر حزّت في نفسي كثيرًا، فكانت هذه الكلمات.. لعل وعسى.

قال صلى الله عليه وسلم: "أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة" وفي رواية: "أيسرهن صداقا


"
3 تعليقات
إرسال تعليق

تزدان المدونة بتعليقاتكم وملاحظاتكم.

  1. انا معك المفترض ان تخف الزوجه على زوجها في الطلبات في يوم الزواج حتى لايتكلف الرجل فوق طاقته من مصاريف
    ويستطيعوا ان يهنئوا بحياتهم الزوجيه ولا تكون هناك ديون مترتبه على هذا الزواج
    لكن هل بعض الرجال يقدر ان زوجته تخلت عن كثير من طلباتها لتخفف عليه ؟
    لااعتقد فكثير من الرجل لا يرون معروف زوجاتهم ويعتبروه حق من حقوقهم
    كل الشكرلك اخي

    ردحذف
  2. رمضان كريم

    وكل عام وانتم بخير

    ردحذف
  3. بوح القلم.. اقصوصة..

    لكن جزيل الشكر على طيب مروركن، وأعتذر عن طول الغياب.

    بوح القلم’ لا.. هناك رجال لا يقدرون هذا الأمر، أو لا يبذلون مقابله ما تتوقعه الزوجة من هدوء وسعادة في عش الزوجية، ولا تستغربي أختي إن وجدتي هكذا رجال يثرثرون في المجالس حول حقوق المرأة.. ونحو ذلك، ونساؤهم لم تراهم طول يومهم لأنهم من مجلس إلى استراحة إلى مكان آخر يتكلمون عن حقوق المرأة.

    ردحذف

إعلان أسفل المقال