
ناقشت في موضوع [ الأيّام السخيفة ! ] مسألة ضياع عمر بعض الشباب وطاقتهم في الشبكة العنكبوتية على ما لا طائل منه، أو هو في غاية السخف وانعدام النفع.. ولن أكرر كلامي، فالمقصد لم يكن هجاءَ خلق الله تعالى، ليس لي الحق في ذلك، وإنما بعض القَرْص قد يفيدني شخصيًّا بالدرجة الأولى، ويفيد غيري من الشباب كذلك، وفكرّت في أنني لم أعط الموضوع حقه من خلال التنبيه على المظاهر السلبية التي تصاحب تصفحنا للنت، فنحن على موعدٍ معها –للأسف- في كل مرة ندخل فيها الشبكة، وتستمر معنا السنوات الطوال دون طائل، ولا فائدة.
وينبغي التنبيه على أنني لا أقصد أن كل منتدى هو بالضرورة منتدى تافه، وإنما أعني في كلامي بعض المنتديات التافهة في محتواها، ونقاشاتها، مما لا تنفع ولا تقدم ولا تؤخر مشاركتك فيها؛ بل تضرك ولا تقدم لك ذرّة نفع. كيف نختار ونبذل ونعمل لمنتديات المنقول منها أكثر من المَقُول، والشِّجار فيها أكثر من النقاش، والردود فيها ما بين مجامِلةٍ.. وساخرةٍ.. و"الله يعطيك العافية!"، مع انعدام الجديّة والعمل الجماعي في المشرفين والإداريين، مع وجود منتديات أخرى راقية في أعضائها، وطرحها، وتصميمها، وقوة الإشراف فيها.. وعملهم الجماعي؟!
وإن تعجب.. فاعجب من الأقسام الترفيهية التي تصل فيها الردود إلى الآلاف، ويقضي فيها الأعضاء الليل كلّه على أمرٍ قد يكون ممتعًا بالفعل، لكن مهما بلغ إمتاعه فلا يستحق صرف وقتٍ عظيم (عظيمٍ جدًّا!) كنت سترتقي فيه خطوة لو انتبهت.
ومن المحزن أن يجعل الواحد من نفسه متعهدًا لأمرٍ هو في غنى عنه، فيمضي على مئات المواضيع، ويمرّ على آلاف الروابط دون أن يطلع عليها.. وربما اطلع على عجل، وربما كانت تافهة، ثم يردّ على كل واحدٍ منها بـ: الله يعطيك العافية.. أو شكرا لك.. ونحو ذلك. كي تصل مشاركاته إلى 10.000؛ لأنه يرى ذلك إنجازًا عظيمًا يتمنى الوصول إليه، مع أنه لعبةٌ رقميةٌ يستطيع أي عابث أن يتحكم بها ليجعلها مليون.. ومليار كذلك، فهي مجرد أرقام لا تدل إلا على كمية الضياع التي يصل إليها البعض، وينعدمُ فيها –غالبًا- الكيفُ القيّم.
ومن المظاهر التي أستغربها من بعض الأخوات بشكل خاص، هو أن الواحدة تدخل النت، ثم تقرر دخول أي منتدى، فتدخل منتدى في بدايته، والتي تكون في العادة بداية غير موفقة، لكونها غير جادة، أو منعدمة الاحترافية، أو لمجرد التقليد، فتجعل من نفسها شعلة نشاطٍ خاصةٍ بهذا المنتدى، بشكل يفاجئ صاحب المنتدى نفسه، فتنقل آلاف المواضيع لكل الأقسام: طب، عام، رياضة.. إلخ. وتملأ المنتدى بما يجلب الزوار دون جذب الأعضاء، فيكون المستفيد صاحب المنتدى بإعلانات الجذب.. والكسب، بينما لم تستفد صاحبتنا لا عِلمًا بالكتابة، ولا حتى استفادةً بما نقلت، بل كانت تنقل ماهو موجود حدّ الثمالة في الانترنت، لتدعم منتدى ببغائيٍّ آخر، أو تملّ في النهاية وتنسحب حائرةً مما ضيعت من وقتها وجهدها على لا شيء.. لا شيء مطلقًا.
خطورة هذه المظاهر أنها تمكنت من البعض فضاعت سنوات ومواهب وقدرات، ووقع في فخها أذكياء ومبدعون.

من المؤسف أن ينام شابٌ ويستيقظ، وغاية ما يريد أن يصل إليه أن يُنتج مقاطع صوتية شهيرة كي يصبح مثل فلان وعلان ممن اشتهرت مقاطعهم وهم يتلفظون بالقبيح من القول، أو تكون همّة بعض الشباب أن يعرفوا معاني بعض أحرف الدردشة، ويقضوا وقتًا وهم يمثلون أنهم بنات كي يوقعوا فلان في الفخ وعلان في موقف محرج، والبعض منهم يقضي في الانترنت (حيث يوجد عالمٌ واسع من المعرفة والروائع!) 10 ساعات.. إلى 15 ساعة في موقع واحد، يقضي وقتًا يتنافس فيه مع الغير على وصف الفاحشة، أو من هو الفائز في أفظع شتيمة متواصلة.. !
لا زلت أستغرب من بعض الشباب، فهم يتواصلون مع أناس على أمور فظيعة في حين أن صحبهم يلعبون الكرة، والمجالس المحترمة كثيرة.. إن كان قصدهم السَّمر والمؤانسة، وملاعب الكرة والمتنزهات هذه الأيام تَسَعُ الجميع، فليته إذ لم ينتفع بما في الشبكة أن يَخرج ليتنفس الأحاديث الطيبة ويحرّك جسده بلعب الكرة أو ممارسة الرياضة، أو يصل الرحم ويزور مجالس الرجال بدلًا من هذه السخافة التي لا تنفعه لا في دينٍ ولا دنيا، ولا تتقدم به خطوة، بل إنها فوق ذلك تُفرغ القلب من معاني الرجولة والمسؤولية، لذلك تجد أن المنغمسين في عالم الدردشة من جانبه السخيف لهم مشاكل دائمة مع من يرجونَ منهم شيئا من مسؤولية ونحوها، كوالدهم أو من يقوم مقامه.
لا أنكر وجود فوائد عظيمة للدردشة، كالتواصل مع الأحبة، والتدرب على المحادثة النافعة والحديث الارتجالي الطويل دون خشيةٍ من معرفة أحد، ومناقشة المخالفين، وجعله ورشة عمل لأصحاب الأعمال المتباعدين ونحو ذلك، لكن أين بعض شبابنا عن فوائده؟! ولو جمعت ما قضوه من ساعات في الجانب السخيف من الدردشة لحسبته بالأعوام.. دون مبالغة.

وأبلغ مثال لذلك هو التعرض لمواقع الغير وأجهزتهم لمجرد أننا نعرف في مجال البرمجة والتقنية، وهذا لا يحتاج الحديث عنه إلى مقالٍ طويل، فهذا الأمر جريمة دينية وأخلاقية، وفي الآونة الأخيرة رأينا قسوةً نظامية –لله الحمد- ضد هؤلاء، بدليل القبض على بعضهم، وما علم هؤلاء أن بين أيديهم نعمةً عظيمةً وبابَ رزق كبير لو طوّروا من أنفسهم وعلموا منافذ استغلال هذه القدرة، بدلا من الافتخار باختراق كومبيوتر يحوي صورًا عادية، وملفاتٍ لا تعني شيئا قد يحزن صاحبها، لكنها –على أيّة حال- موقفٌ وانتهى، إلا أنه يبقى في ذمّة المؤذي وضميره، والذي تمر عليه الأيام دون أن يستفيد شيئا، في حين أن مؤسس موقع الـ Facebook –على سبيل المثال- كان ماهرًا في الاختراق لكنه عرف ما معنى كلمة مشروع، واستحضر قيمة قدرته إن استغلها، ونظرَ للأكواد نظرة صاحب همّة.. لا عابث، فأنشأ موقعه الذي لو كان على أرض الواقع لصار دولة عظيمة، وأصبح من أثرياء العالم لمجرد أنه توقفَ عن العبث، وأشغل تفكيره بما يفيده ويفيد الغير، وأجزم أن هناك مئات الأفكار والمشاريع التي لم تظهر بعد، نعم.. لا يوجد شيء اسمه: توقفت الأفكار والخدمات والاقتراحات، فقد قالوها قبل 100 سنة.. وقبل 10 سنوات.. إلى سنتين ماضيتين، لكن هناك أفكار مجنونة تحتاج إلى شخصٍ يحرّك فكره بعد أن يترفّع عن التوافه.

من الجيّد أن يستقر الواحد في النت على مشروع خاص به، لكن هذا لا يعني إهماله التجول بين حينٍ وآخر للتعرف على جديد المواقع النافعة والشيقة، وإنعاش المفضلة بها، شعورك بعد تلك الجولة سيكون ذات شعورك بعد ترتيب غرفتك، أو تنظيف سيارتك، أو حتى بعد الخروج من الاستحمام، إذ تشعر بانتعاشٍ جميل، وقابلية للتجديد، وهو –بلا شك- يعين على اقتناص فرصٍ ما كنت تدري بها لولا هذه الجولات. وشخصيًّا وبجولات متعددة.. تعرفت على مواقع عرفتني بدورها على عالم التدوين، وأخرى جعلتني محل ثقة مؤسسة إعلامية محترمة جدا فصرت أنشر فيها أكثر من سنتين.. وحتى هذه اللحظة، بالإضافة إلى ربحي من تصميمٍ بسيط وجيد أبيعه بين الحين والآخر لمستخدمي بلوجر، وهكذا.. لولا فضل الله –تعالى- ثم تلك الجولات كنتُ سأظل قابعًا في مكاني الذي استقريت فيه قبل ثماني سنوات، ومع أنني أعتبر هذه الأمور فرصًا جيدة جدا، إلا أنني أعلم يقينًا أنه قد فاتني الكثير، ففي عام 2005 مرت علي كلمة مدونة مرارًا وتكرارًا، ولم أتعب نفسي للبحث عن ماهيتها، إلا أنني سجلت.. وقد كنت أظن أنها مجرد أرشفة للمواضيع فكنت أقدم المنتديات عليها، وأجعلها أرشفة، حتى ودعتها.. وأنا نادمٌ على ذلك أشد الندم، لأن الدخول في عالم التدوين عن معرفة وفهم وتصور واضح في ذلك الوقت، لا يشابه أبدًا الدخول في هذا العالم هذه السنوات، إذ أن السابق المستمر أكثر ثباتًا وشهرة وانتشارًا، والحمدلله على كل حال، المهم.. ألا ترتكب أخي الشاب ذات الغلطة التي قمتُ بها، وانتبه جيدًا لكلِّ منفذٍ نافع.
هذه بعض المظاهر السلبية، ولا شك أن هناك الكثير منها، وكلها تشترك في صفات سيئة كضياع الوقت، والفوضوية، وانعدام الهدف، ولخبطة الأولويات، وفي المقال القادم بإذن الله.. سأبثّ وجهة نظري حول التصفح المميز لمن يرغب أن يجعل من الانترنت وسيلة تنمية ذاتية له، لا عبث وسخف وضياع مؤسف جدًّا للأوقات.
.
1. المنتديات التافهة.

وإن تعجب.. فاعجب من الأقسام الترفيهية التي تصل فيها الردود إلى الآلاف، ويقضي فيها الأعضاء الليل كلّه على أمرٍ قد يكون ممتعًا بالفعل، لكن مهما بلغ إمتاعه فلا يستحق صرف وقتٍ عظيم (عظيمٍ جدًّا!) كنت سترتقي فيه خطوة لو انتبهت.
ومن المحزن أن يجعل الواحد من نفسه متعهدًا لأمرٍ هو في غنى عنه، فيمضي على مئات المواضيع، ويمرّ على آلاف الروابط دون أن يطلع عليها.. وربما اطلع على عجل، وربما كانت تافهة، ثم يردّ على كل واحدٍ منها بـ: الله يعطيك العافية.. أو شكرا لك.. ونحو ذلك. كي تصل مشاركاته إلى 10.000؛ لأنه يرى ذلك إنجازًا عظيمًا يتمنى الوصول إليه، مع أنه لعبةٌ رقميةٌ يستطيع أي عابث أن يتحكم بها ليجعلها مليون.. ومليار كذلك، فهي مجرد أرقام لا تدل إلا على كمية الضياع التي يصل إليها البعض، وينعدمُ فيها –غالبًا- الكيفُ القيّم.
ومن المظاهر التي أستغربها من بعض الأخوات بشكل خاص، هو أن الواحدة تدخل النت، ثم تقرر دخول أي منتدى، فتدخل منتدى في بدايته، والتي تكون في العادة بداية غير موفقة، لكونها غير جادة، أو منعدمة الاحترافية، أو لمجرد التقليد، فتجعل من نفسها شعلة نشاطٍ خاصةٍ بهذا المنتدى، بشكل يفاجئ صاحب المنتدى نفسه، فتنقل آلاف المواضيع لكل الأقسام: طب، عام، رياضة.. إلخ. وتملأ المنتدى بما يجلب الزوار دون جذب الأعضاء، فيكون المستفيد صاحب المنتدى بإعلانات الجذب.. والكسب، بينما لم تستفد صاحبتنا لا عِلمًا بالكتابة، ولا حتى استفادةً بما نقلت، بل كانت تنقل ماهو موجود حدّ الثمالة في الانترنت، لتدعم منتدى ببغائيٍّ آخر، أو تملّ في النهاية وتنسحب حائرةً مما ضيعت من وقتها وجهدها على لا شيء.. لا شيء مطلقًا.
خطورة هذه المظاهر أنها تمكنت من البعض فضاعت سنوات ومواهب وقدرات، ووقع في فخها أذكياء ومبدعون.
2. الدردشة.

من المؤسف أن ينام شابٌ ويستيقظ، وغاية ما يريد أن يصل إليه أن يُنتج مقاطع صوتية شهيرة كي يصبح مثل فلان وعلان ممن اشتهرت مقاطعهم وهم يتلفظون بالقبيح من القول، أو تكون همّة بعض الشباب أن يعرفوا معاني بعض أحرف الدردشة، ويقضوا وقتًا وهم يمثلون أنهم بنات كي يوقعوا فلان في الفخ وعلان في موقف محرج، والبعض منهم يقضي في الانترنت (حيث يوجد عالمٌ واسع من المعرفة والروائع!) 10 ساعات.. إلى 15 ساعة في موقع واحد، يقضي وقتًا يتنافس فيه مع الغير على وصف الفاحشة، أو من هو الفائز في أفظع شتيمة متواصلة.. !
لا زلت أستغرب من بعض الشباب، فهم يتواصلون مع أناس على أمور فظيعة في حين أن صحبهم يلعبون الكرة، والمجالس المحترمة كثيرة.. إن كان قصدهم السَّمر والمؤانسة، وملاعب الكرة والمتنزهات هذه الأيام تَسَعُ الجميع، فليته إذ لم ينتفع بما في الشبكة أن يَخرج ليتنفس الأحاديث الطيبة ويحرّك جسده بلعب الكرة أو ممارسة الرياضة، أو يصل الرحم ويزور مجالس الرجال بدلًا من هذه السخافة التي لا تنفعه لا في دينٍ ولا دنيا، ولا تتقدم به خطوة، بل إنها فوق ذلك تُفرغ القلب من معاني الرجولة والمسؤولية، لذلك تجد أن المنغمسين في عالم الدردشة من جانبه السخيف لهم مشاكل دائمة مع من يرجونَ منهم شيئا من مسؤولية ونحوها، كوالدهم أو من يقوم مقامه.
لا أنكر وجود فوائد عظيمة للدردشة، كالتواصل مع الأحبة، والتدرب على المحادثة النافعة والحديث الارتجالي الطويل دون خشيةٍ من معرفة أحد، ومناقشة المخالفين، وجعله ورشة عمل لأصحاب الأعمال المتباعدين ونحو ذلك، لكن أين بعض شبابنا عن فوائده؟! ولو جمعت ما قضوه من ساعات في الجانب السخيف من الدردشة لحسبته بالأعوام.. دون مبالغة.
3. إيذاء الغير.

وأبلغ مثال لذلك هو التعرض لمواقع الغير وأجهزتهم لمجرد أننا نعرف في مجال البرمجة والتقنية، وهذا لا يحتاج الحديث عنه إلى مقالٍ طويل، فهذا الأمر جريمة دينية وأخلاقية، وفي الآونة الأخيرة رأينا قسوةً نظامية –لله الحمد- ضد هؤلاء، بدليل القبض على بعضهم، وما علم هؤلاء أن بين أيديهم نعمةً عظيمةً وبابَ رزق كبير لو طوّروا من أنفسهم وعلموا منافذ استغلال هذه القدرة، بدلا من الافتخار باختراق كومبيوتر يحوي صورًا عادية، وملفاتٍ لا تعني شيئا قد يحزن صاحبها، لكنها –على أيّة حال- موقفٌ وانتهى، إلا أنه يبقى في ذمّة المؤذي وضميره، والذي تمر عليه الأيام دون أن يستفيد شيئا، في حين أن مؤسس موقع الـ Facebook –على سبيل المثال- كان ماهرًا في الاختراق لكنه عرف ما معنى كلمة مشروع، واستحضر قيمة قدرته إن استغلها، ونظرَ للأكواد نظرة صاحب همّة.. لا عابث، فأنشأ موقعه الذي لو كان على أرض الواقع لصار دولة عظيمة، وأصبح من أثرياء العالم لمجرد أنه توقفَ عن العبث، وأشغل تفكيره بما يفيده ويفيد الغير، وأجزم أن هناك مئات الأفكار والمشاريع التي لم تظهر بعد، نعم.. لا يوجد شيء اسمه: توقفت الأفكار والخدمات والاقتراحات، فقد قالوها قبل 100 سنة.. وقبل 10 سنوات.. إلى سنتين ماضيتين، لكن هناك أفكار مجنونة تحتاج إلى شخصٍ يحرّك فكره بعد أن يترفّع عن التوافه.
4. الاكتفاء بمواقع محددة.

من الجيّد أن يستقر الواحد في النت على مشروع خاص به، لكن هذا لا يعني إهماله التجول بين حينٍ وآخر للتعرف على جديد المواقع النافعة والشيقة، وإنعاش المفضلة بها، شعورك بعد تلك الجولة سيكون ذات شعورك بعد ترتيب غرفتك، أو تنظيف سيارتك، أو حتى بعد الخروج من الاستحمام، إذ تشعر بانتعاشٍ جميل، وقابلية للتجديد، وهو –بلا شك- يعين على اقتناص فرصٍ ما كنت تدري بها لولا هذه الجولات. وشخصيًّا وبجولات متعددة.. تعرفت على مواقع عرفتني بدورها على عالم التدوين، وأخرى جعلتني محل ثقة مؤسسة إعلامية محترمة جدا فصرت أنشر فيها أكثر من سنتين.. وحتى هذه اللحظة، بالإضافة إلى ربحي من تصميمٍ بسيط وجيد أبيعه بين الحين والآخر لمستخدمي بلوجر، وهكذا.. لولا فضل الله –تعالى- ثم تلك الجولات كنتُ سأظل قابعًا في مكاني الذي استقريت فيه قبل ثماني سنوات، ومع أنني أعتبر هذه الأمور فرصًا جيدة جدا، إلا أنني أعلم يقينًا أنه قد فاتني الكثير، ففي عام 2005 مرت علي كلمة مدونة مرارًا وتكرارًا، ولم أتعب نفسي للبحث عن ماهيتها، إلا أنني سجلت.. وقد كنت أظن أنها مجرد أرشفة للمواضيع فكنت أقدم المنتديات عليها، وأجعلها أرشفة، حتى ودعتها.. وأنا نادمٌ على ذلك أشد الندم، لأن الدخول في عالم التدوين عن معرفة وفهم وتصور واضح في ذلك الوقت، لا يشابه أبدًا الدخول في هذا العالم هذه السنوات، إذ أن السابق المستمر أكثر ثباتًا وشهرة وانتشارًا، والحمدلله على كل حال، المهم.. ألا ترتكب أخي الشاب ذات الغلطة التي قمتُ بها، وانتبه جيدًا لكلِّ منفذٍ نافع.
هذه بعض المظاهر السلبية، ولا شك أن هناك الكثير منها، وكلها تشترك في صفات سيئة كضياع الوقت، والفوضوية، وانعدام الهدف، ولخبطة الأولويات، وفي المقال القادم بإذن الله.. سأبثّ وجهة نظري حول التصفح المميز لمن يرغب أن يجعل من الانترنت وسيلة تنمية ذاتية له، لا عبث وسخف وضياع مؤسف جدًّا للأوقات.
.
رائع وممتع ومفيد , لكنه مستفز لمن يقول لك بكل بساطة : ياخي يكفي جدية في حياتنا وخلينا نتنفس في النت على الأقل , كثير ممن أعرفهم بدأ الأمر معهم لمجرد التنفيس ثم دخل مرحلة الإدمان دون الخطير ثم سقط في المحظور ثم عاد بتجربة كبيرة وكبيرة جداً عن كل ماهو ممتع وسخيف , هذا المقال سيكون مبتورا إن لم ترشد من أبديت لهم وجهة نظرك إلى بعض الروابط الممتعة والمفيدة , وأنا متأكد إنك لن تحصرها في الجانب الديني والمعرفي فقط ..
ردحذفأهلا بك وحياك الله تعالى’
ردحذفولذلك ذكرت في آخر مقال أن للحديث بقية، وللكلام تكملة، خفت أجمعها كلها في مقال واحد فتطول.. .
أما الذي يقول يكفي جدية فكلامي ليس له، وإنما لمن لم يدخل أصلا في تجربة.. وإنما أغرق نفسه في هذه المظاهر السلبية.
أشكر لك جميل متابعتك راكان.. .
كلام مفيد ونافع جداً وياليت قومي يعلمون !
ردحذف[ ومن المحزن أن يجعل الواحد من نفسه متعهدًا لأمرٍ هو في غنى عنه، فيمضي على مئات المواضيع، ويمرّ على آلاف الروابط دون أن يطلع عليها.. وربما اطلع على عجل، وربما كانت تافهة، ثم يردّ على كل واحدٍ منها بـ: الله يعطيك العافية.. أو شكرا لك.. ونحو ذلك. كي تصل مشاركاته إلى 10.000؛ لأنه يرى ذلك إنجازًا عظيمًا يتمنى الوصول إليه، ]
[ ... لتدعم منتدى ببغائيٍّ آخر، أو تملّ في النهاية وتنسحب حائرةً مما ضيعت من وقتها وجهدها على لا شيء.. لا شيء مطلقًا.]
[ من المؤسف أن ينام شابٌ ويستيقظ، وغاية ما يريد أن يصل إليه أن يُنتج مقاطع صوتية شهيرة كي يصبح مثل فلان وعلان ممن اشتهرت مقاطعهم وهم يتلفظون بالقبيح من القول،]
يبدوا ان ظاهرة حب الشرف والمكانة في قلوب الناس
غريزة وأصل في النفس ؛ حتى ولو بأمور تافهه وحقيرة ..
وفي هذا المقام نستحضر كلام الرسول صلى الله عليه وسلم :
" ما ذئبان جائعان أرسلا فى غنم بأفسد لها من
حرص المرء على المال والشرف لدينه"
فهذا زمن اعرفوني !
أنا ابن جلا وطـلاع الثنايـا
متى أضع العمامة تعرفونـي
[ ... إن كان قصدهم السَّمر والمؤانسة، وملاعب الكرة والمتنزهات هذه الأيام تَسَعُ الجميع، ]
من الاسباب ماذكرتها في مقالك[ ماالذي
نفعله في الفيس بوك ]..
موضوعك أخ راكان رائع وبالجملة يدور حول علو الهمة ودنو الهمة
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ...
آمينُ آمين.. جزاك الله خيرا أخي رايس على كريم متابعتك، وطيب مرورك.
ردحذفلا شك أن الحديث الذي ذكرته مقدمة لهذا الموضوع، وينبه على مدى إفساد السعي للمال والجاه على صاحبه، وأنه أفظع من إفساد الذئاب للغنم، وجرد التصور لهذا الأمر يجعلك تدرك خطورته.
بارك الله فيك.