
من أشهر الأمثال التي تعبّر فيها عن حماقة الطرف المقابل (إذا سبب لك النرفزة) هو قولهم [ أحمق من هبنّقة ! ]، ومن التكرار أن أذكر حال هبنّقة ومواقفه، فهي مبثوثة بين الناس ومشتهرة، حتى تسللت مواقفه وطرائفه إلى الطرف الشعبية عندنا، وهو صاحب الموقف الذي نتج عنه مقولته الشهيرة: أنت أنا فمن أنا؟!، ولكن ما هو غير مبثوث أو مكرر بين الناس، وجود أشخاص وكائنات(!) قد ضُمنت أسماؤهم.. وأسماؤها(!) في هذا المثل بعد حذف اسم هبنّقة منه.
فممن حلّ في عرش هبنّقة بالمثل، امرأة اشتهرت بلقب (الممهورة) فقيل (أحمق من الممهورة)، وأعتقد أن سبب تلقيبها يكفي لمعرفة مدى حماقتها، إذ يحكى أنها قد طلبت مهرها من رجلٍ تقدم لخطبتها، فنزع خلخالها (طوق مزيّن يوضع في رجل المرأة) ثم قدمه كمهرٍ لها.. فقبلته فرحةً به.
وممن شرّف مكان هبنّقة في تراث الحماقة صاحبنا جحا، وهو مضرب المثل في الطرفة والغفلة والحماقة، وأعتقد أنه أولى من هبنقة بالمثل، لشهرته وذيع مواقفه وطرائفه، لذلك دخل القائمة، وقيل في الأمثال: أحمق من جحا.
وفي المثل: (أحمق من أبي غبشان)، وهذا قصته قصة، حتى أنني قربت الورق إليّ علّي أعي ما أقرأ، فقد دخل أبو غبشان تاريخ الحمقى من أوسع أمثاله(!) حين باع مفاتيح باب الكعبة المشرّفة بوعاء من خمرٍ في لحظة سكر، وهذا له ثمنه الغالي جدا عليه وعلى قومه، فقد كان نتيجة هذا الأمر انتقال ولاية البيت من خزاعة إلى قريش.
وعِجْل البكري ممن اشتهر وزاحم هبنّقة في مثله فقيل (أحمق من عجل!)، ولهذا الرجل موقف يضحكني كثيرًا كلما قرأته، فقد اشترى البكري فرسًا ولم يسمّه أو يكنيه، فسئل: ما سميت فرسك يابن صَعْب؟ فاحتار في الجواب، ثم ما لبث حتى قام إلى الفرس وطعن إحدى عينيه وقال بزهو: سميّته الأعور !
مع العلم أن البعض من الحمقى قد اشتهروا بسبب موقف واحد لا غير، أو مقولة عابرة، لكنها "مُسكت" عليهم، والتُقطت من ألسنتهم لتكون سبّة فيهم، وخطأً قاتلًا لم يرحم التاريخ صاحبه، كما حصل لأبي غبشان.
ولعلي أجتهد هنا لأضيف بعض الحمقى والمغفلين الذين يستحقون –حسب وجهة نظري- مكانًا شاغرًا في طابور هذا المثل، وإن لم تشتهر حماقتهم.. أو لم يكن لها ذلك الأثر،. على الأقل بالنسبة لغيري، أما أنا فصُدمت.
ممن تفوه بحماقة غريبة على من هو في مكانته أحد أغنى أغنياء العالم (من المعروفين على الأقل!)، رجل الأعمال والمبرمج المعروف بيل جيتس رئيس شركة مايكروسوفت للبرمجيات، وقبل أن يثور أحد عملائه هنا، أقول: صرّح بيل جيتس عام 1981م أن جهاز الكومبيوتر ذو سعة 640 كيلو بايت (كيلو وليس جيجا) "يفي مستقبلاً باحتياجات أي مستخدم". بلا شك.. تصريحٌ لم يحالفه الحظ في نظرته وقراءته للمستقبل.
وغير بعيدٍ عنه (أو هو أبعد حماقة في الحقيقة!) تصريح رئيس شركة آي بي إم للحواسيب الذي قال فيه (وكان ذلك في أربعينات القرن المنصرم) أن "العالم لن يحتاج في المستقبل إلى أكثر من خمسة حواسيب فقط، ولن تتحمل الأسواق أكثر من ذلك(!)"، وأحمق منه تصريح طريف لرئيس إحدى شركات الكومبيوتر في سبعينات القرن المنصرم قال فيه أنه لا حاجة لاستخدام الحاسب في المنزل، ولا يوجد أي سبب للقيام بذلك.. .
وبعيدًا عن تصريحات المبرمجين، فإني أعتبر الجنرال ماك آرثر من حمقى القرن الماضي، على ريادته العسكرية في بعض سيرته، لكنه كان دون أدنى شك سببًا في نهوض دولتين تخشاهما الولايات المتحدة الأمريكية وتنظر إلى هاتين الدولتين بعين الريبة، وهما الصين واليابان، فقد كان الجنرال هو الحاكم العسكري لليابان حين احتلالها، وبنيّة نزع العسكرية والوطنية من قلوب اليابانيين سار بهم إلى الشؤون الاقتصادية لتنهض اليابان على ذلك وتصبح أعظم بكثير من سابق عهدها، ولا زال اليابانيون –رغم جنحهم للسلام- يرون الأمريكان بعينٍ لا تعرف ما وراءها.. .
وأما حماقته الأخرى فكانت زمن الحرب الكورية حين أصر على القيام بمناورة خطيرة ضد الشيوعيين عند نهر يالو (على حدود الصين وكوريا الشمالية) مما أسفر عن تدخل الصين عسكريا وإعلانها الحرب (وقد حُذّر من ذلك مسبقًا)، ليفقد 13 ألف جندي، ولتمتد الحرب الكورية سنتين إضافيتين، رغم أنها لم تكن لتستمر لولا هذا الخطأ الذي كان سببًا لنهوض جمهورية الصين كقوّة عالميّة جديدة.
بالنسبة لي.. ما عندي مانع أزلّ ببضع حماقات على أن أكون كثراء جيتس !
فممن حلّ في عرش هبنّقة بالمثل، امرأة اشتهرت بلقب (الممهورة) فقيل (أحمق من الممهورة)، وأعتقد أن سبب تلقيبها يكفي لمعرفة مدى حماقتها، إذ يحكى أنها قد طلبت مهرها من رجلٍ تقدم لخطبتها، فنزع خلخالها (طوق مزيّن يوضع في رجل المرأة) ثم قدمه كمهرٍ لها.. فقبلته فرحةً به.
وممن شرّف مكان هبنّقة في تراث الحماقة صاحبنا جحا، وهو مضرب المثل في الطرفة والغفلة والحماقة، وأعتقد أنه أولى من هبنقة بالمثل، لشهرته وذيع مواقفه وطرائفه، لذلك دخل القائمة، وقيل في الأمثال: أحمق من جحا.
وفي المثل: (أحمق من أبي غبشان)، وهذا قصته قصة، حتى أنني قربت الورق إليّ علّي أعي ما أقرأ، فقد دخل أبو غبشان تاريخ الحمقى من أوسع أمثاله(!) حين باع مفاتيح باب الكعبة المشرّفة بوعاء من خمرٍ في لحظة سكر، وهذا له ثمنه الغالي جدا عليه وعلى قومه، فقد كان نتيجة هذا الأمر انتقال ولاية البيت من خزاعة إلى قريش.
وعِجْل البكري ممن اشتهر وزاحم هبنّقة في مثله فقيل (أحمق من عجل!)، ولهذا الرجل موقف يضحكني كثيرًا كلما قرأته، فقد اشترى البكري فرسًا ولم يسمّه أو يكنيه، فسئل: ما سميت فرسك يابن صَعْب؟ فاحتار في الجواب، ثم ما لبث حتى قام إلى الفرس وطعن إحدى عينيه وقال بزهو: سميّته الأعور !
مع العلم أن البعض من الحمقى قد اشتهروا بسبب موقف واحد لا غير، أو مقولة عابرة، لكنها "مُسكت" عليهم، والتُقطت من ألسنتهم لتكون سبّة فيهم، وخطأً قاتلًا لم يرحم التاريخ صاحبه، كما حصل لأبي غبشان.
ولعلي أجتهد هنا لأضيف بعض الحمقى والمغفلين الذين يستحقون –حسب وجهة نظري- مكانًا شاغرًا في طابور هذا المثل، وإن لم تشتهر حماقتهم.. أو لم يكن لها ذلك الأثر،. على الأقل بالنسبة لغيري، أما أنا فصُدمت.
ممن تفوه بحماقة غريبة على من هو في مكانته أحد أغنى أغنياء العالم (من المعروفين على الأقل!)، رجل الأعمال والمبرمج المعروف بيل جيتس رئيس شركة مايكروسوفت للبرمجيات، وقبل أن يثور أحد عملائه هنا، أقول: صرّح بيل جيتس عام 1981م أن جهاز الكومبيوتر ذو سعة 640 كيلو بايت (كيلو وليس جيجا) "يفي مستقبلاً باحتياجات أي مستخدم". بلا شك.. تصريحٌ لم يحالفه الحظ في نظرته وقراءته للمستقبل.
وغير بعيدٍ عنه (أو هو أبعد حماقة في الحقيقة!) تصريح رئيس شركة آي بي إم للحواسيب الذي قال فيه (وكان ذلك في أربعينات القرن المنصرم) أن "العالم لن يحتاج في المستقبل إلى أكثر من خمسة حواسيب فقط، ولن تتحمل الأسواق أكثر من ذلك(!)"، وأحمق منه تصريح طريف لرئيس إحدى شركات الكومبيوتر في سبعينات القرن المنصرم قال فيه أنه لا حاجة لاستخدام الحاسب في المنزل، ولا يوجد أي سبب للقيام بذلك.. .
وبعيدًا عن تصريحات المبرمجين، فإني أعتبر الجنرال ماك آرثر من حمقى القرن الماضي، على ريادته العسكرية في بعض سيرته، لكنه كان دون أدنى شك سببًا في نهوض دولتين تخشاهما الولايات المتحدة الأمريكية وتنظر إلى هاتين الدولتين بعين الريبة، وهما الصين واليابان، فقد كان الجنرال هو الحاكم العسكري لليابان حين احتلالها، وبنيّة نزع العسكرية والوطنية من قلوب اليابانيين سار بهم إلى الشؤون الاقتصادية لتنهض اليابان على ذلك وتصبح أعظم بكثير من سابق عهدها، ولا زال اليابانيون –رغم جنحهم للسلام- يرون الأمريكان بعينٍ لا تعرف ما وراءها.. .
وأما حماقته الأخرى فكانت زمن الحرب الكورية حين أصر على القيام بمناورة خطيرة ضد الشيوعيين عند نهر يالو (على حدود الصين وكوريا الشمالية) مما أسفر عن تدخل الصين عسكريا وإعلانها الحرب (وقد حُذّر من ذلك مسبقًا)، ليفقد 13 ألف جندي، ولتمتد الحرب الكورية سنتين إضافيتين، رغم أنها لم تكن لتستمر لولا هذا الخطأ الذي كان سببًا لنهوض جمهورية الصين كقوّة عالميّة جديدة.
بالنسبة لي.. ما عندي مانع أزلّ ببضع حماقات على أن أكون كثراء جيتس !
تزدان المدونة بتعليقاتكم وملاحظاتكم.