
هذا المقال هو الأخير من مسيرة [ الأيام السخيفة ! ] التي مرت على هذه المدونة لعدة أيام، نتاجها ثلاثُ مقالات. ومن المهم أن أنبّه على أنني لا أقصد توجيه أحدٍ نحو هذه الأمور كما يوجهُ الأستاذ تلاميذه لحفظ المعادلات الرياضية وتطبيقها، وإنما العِلمُ بالأمثلة يوضّح المقصدَ العام، وقد يجد المطلع على هذا المقال سبيلًا آخر للنفعِ لم يذكر هنا، مع إمكانية اقتناع بعض القرّاء بإحدى هذه المشاريع الخاصة والممكنة لكل واحد منا.
وقد يبدو غريبًا أنني قد قمت بما يشبه الهجائية ضد المنتديات في المواضيع السابقة، ثم تجدني أجعلها هنا أوّل نقطة لتعزيز المظاهر الإيجابية في تصفحنا للانترنت، وما ذاك إلا لأنني –كما ذكرت في المقال السابق- أؤمن –عن تجربةٍ- بوجود منتدياتٍ، هي ورشةُ عملٍ –بشكلٍ عام- للانطلاق بالشباب نحو أفقٍ أوسع، وعلى سبيل المثال.. هناك منتدى المعالي الذي شاركتُ فيه مشرفًا وعضوًا في مرحلةٍ جميلة ومميزة بالنسبة لي. هذا المنتدى ظهر بسببهِ مبدعون في كافة الاتجاهات: منشدون، مهندسون، ممثلون، أدباء، مصممون.. وغير ذلك كثير، وكان أشبه بدورةٍ إبداعيةٍ يتخرّج منها الواحد ليتقدم خطوة إلى الأمام بمشروعٍ مستقل، أو محضنٍ يفيده ويستفيد منه، أذكر هذه المنتدى كمثالٍ على ما نفعني ونبهني على آفاق أوسع، فمنه عرفت عالم التدوين معرفة أعمق من تصوري السابق لها، ومنه تعلمت العمل الجماعي، وقيمة الإشراف حين يكون متنوعًا ومتجددًا.
بالنسبة لك.. من الأفضل أن تعمّق بحثك أكثر عن منتديات تستقبل اهتمامك بعناية، بالنظر إلى تفوقها وقوتها، وقد ذكرت أفضل ما تتميز به المنتديات في موضوعي [ أنا والانترنت | 8 نقاط مهمة ]، وقد حوى كل ما أمكنني ذكره لمواصفات المنتدى المناسب.
وهذه من أروع ما يمكن أن يحصل لك في الانترنت كتجربة برأيي الشخصي، أنت الوحيد الذي تتحكم بما تكتب، ومتى تكتب، وبأي أسلوبٍ، ومهما كانت طريقة العرض. فالمدونات ترجع كل الجهود لك، وكل الحقوق لك، وتحت عينك ومسؤوليتك، وبتعبِ شهرٍ وشهرين من البحث عن التصميم الجيد.. والبسيط، وربط المدوّنة بمحركات البحث، والدعاية للمدونة، وفوق ذلك كله وخلاله وبعده التعب في محتوى المدونة (المقالات ونحوها)، ستجد أنك تملك موقعًا متجهًا للأمام.. لا للخلف، تعيش ولادته ونموه واتساع متابعيه وازدياد الأرقام التي تحثك أكثر للإبداع، وهذا جوابٌ على من يقول: ما الفائدة من التعب ولم يقرأ لك إلا 200.. أو 300، وربما جاء في البداية وقال ما الفائدة من كتابة مقال ولم يقرأه إلا أنت ومن أخبرتهم، أو أعلنت عندهم، وجوابك سيكون بلا شك: أنا سعيدٌ بما أراه من نمو، على طريقة: بطيء.. لكنّه فعّال.
في قسم عالم التدوين والمدونات في مدونتي تجد بعض التلميحات والتوجيهات حول إنشاء مدونة، وخذها مني، وبعد سنتين في عالم التدوين، بلغ ما قرأته عن هذا العالم آلاف الصفحات، ودون مبالغة: لا فرق حاليًّا بين مدونة مجانية من موقع بلوجر –كمثال- وبين مدونة مدفوعة، بل إن المدونة المجانية –في كثير من الأحيان- أفضل وأروع وأضمن بكثير من المدونة المدفوعة، وقد تكون المدفوعة أقل جمهورًا وأسوأ تصميمًا من مدونةٍ اعتمدت على تصميم مجاني واستضافة مجانية فكانت أروع وأفضل وأنشط، فلا فرق يهمّك.. سوى أن تلك تدفع فيها مالا، والأخرى لا تدفع فيها شيء، لا فرق البتّة.. ولهذا الأمر بالذات كتبت مقالا سأنشره يومَ غدٍ بإذن الله تعالى.
سواءٌ كانت فوضوية المظهر، أو سيئة المحتوى، قم بمراجعة المفضلة واحذف منها مالم تدخله يومًا، وأضف ما تظن أنك ستستفيد منه، كالمواقع الإخبارية، والفكرية، والتعليمية (كتعليم التصميم، والفوتوشوب.. ونحو ذلك)، والمنتديات، وقنوات اليوتيوب المفيدة.. وغيرها، واجعل المواقع التي تدخلها مثبّتةً في شريط الإشارات الدائمة (إن كان متصفحك كروم)، كي يكون وضعك مرتبًا، ومفضلتك تفتح النفس، واهتماماتك قريبة المتناول.
والجواب: لا يهم.. الذي يهم -إن كنت تكتب بالمستعار- ألا يعلمَ به أقرب الناس إليك، لأنه سينتشر خبرك حتمًا، وسرّك الذي لم تصبر أنت على حفظه (وأنت صاحبه!)، لا تطالب غيرك أن يحفظه لك، استمرّ على اسمٍ مستعارٍ واحد، بكلمة مرور سريّة معقدّة حتى على آينشتاين نفسه، ولو كانت من 30 حرفا.. على سبيل المثال.
أما اسمك الصريح فعليك أن تختار المكان اللائق به، بعيدًا عن الأوباش والأطفال؛ لأنه لا زالت هناك عقليات تظن أن لها الحق -لكونها تحت اسمٍ مستعار- في شتم وسبّ أصحاب الأسماء الصريحة، وهذا يحصل غالبًا في الردود على المقالات المنشورة في المواقع الإخبارية كلجينيات، والوئام.. وغيرها، وقد أحسنت صحيفة سبق الإلكترونية حين حذفت إتاحة التعليق على كتابها؛ لأنها انقلبت إلى مهرجان سخرية وقلة أدب فظيعة من الكتاب.. مهما كتبوا !
ويفضل أن تستمر على اسمٍ صريحٍ بنفسه، مثل: راكان عارف، مالم تكن هناك مصلحة لذلك، كأن تشارك في مكان باسم: راكان عارف. وبمكان آخر باسم: راكان اللحيدان.. وهكذا.
كل هذا رأي شخصي، والأمر –في النهاية- يتعلق بتأملك للأمر، والتفكير جيدًا قبل الإقدام عليه.
إن كان لديك قدرة على التصميم –كمثال- فأنشئ موقعًا لك، اعرض فيه بعض أعمالك، واعرض فيه خدماتك، ولتكن أسعارك جيدة جدًّا، وأعلن عنه في المنتديات والمواقع، وستجد النتيجة مذهلة.. كما وجدها الكثيرون، بشرط الديمومة والالتزام، فكلما طالت سيرتك، وكَثُرَت أعمالكَ على إتقانٍ والتزامٍ تام؛ اتسعت معرفة الناس بك، وكلما أتقنت عملك، والتزمت بمواعيد، ازدادت ثقة الناس بعروضك.. وهذا على سبيل المثال كما ذكرت.
كذا الأمر بالنسبة لأي موهبة أخرى، كالرسم.. وبيع اللوحات، والمتاجرة بالأجهزة الإلكترونية، وغير ذلك كثير، وها نحن في وقتٍ أتيح لك فيه فتح دكانٍ للناس، دون روتين الدوائر الحكومية، واستئجار العمالة.. فشمّر عن ساعديك واستغل فراغك فيما يفيدك، ولو على المدى البعيد.
يبدو عنوان هذه الفقرة طريفًا، لكن لا يشترط أن يكون افتتاح قناتك في شبكة تلفزيونية، وعن طريق حجزِ مساحةٍ في القمر الصناعي، إنما يتيح لك موقع شهير كاليوتيوب أن تفتتح قناةً خاصةً بك، تضع فيها النافع المفيد من متابعاتك وما يتجدد من الفيديو لرفع مستوى المحتوى العربي في هذا المجال. أعجبني كثيرًا صاحبُ قناةٍ مررت عليها في السابق، تدور فكرته على ترجمة أنفع وأروع المقاطع الأجنبية التي لم يتاح لها أن تعرض بمحتوى عربي، وقد تعرض في قنوات يوتيوبية عربية، ولكنها دون ترجمة، وكم من رجل عرض مقطعًا نافعًا رفعه ونسيه.. ثم صار زواره بالملايين دون أن يدري، وهم في ازدياد، لا شك أن لهذا الأمر حصيلة نافعة من الأجر يصله حتى بعد رحيله عن الدنيا.
لا يشترط أن تفتتح قناةً تترجم فيها المقاطع الإنجليزية، وتنفع الناس بقدرتك على فهم تلك اللغة، فكر.. فالمجالات واسعة، والأفكار الجديدة (صدقني!) لم ولن تنضب، وسنستمر بالاستغراب من مواقع جديدة رائعة، كما استغربنا من فكرة تويتر، والفيسبوك، واليوتيوب.. وسنردد: كيف لم نفكر بهذا الأمر؟!.
في النهاية أكرر ما ذكرته في البداية: هذه الاقتراحات لا أهدف من خلالها لتوجيهٍ مباشر، وإنما الإطلاع عليها، ومعرفة منافذ الانترنت النافعة، والمحاضن الممكنة، يجعلك تبحث أكثر.. عما يناسبك أكثر.
تقبلوا تحياتي.
1. المنتديات.
بالنسبة لك.. من الأفضل أن تعمّق بحثك أكثر عن منتديات تستقبل اهتمامك بعناية، بالنظر إلى تفوقها وقوتها، وقد ذكرت أفضل ما تتميز به المنتديات في موضوعي [ أنا والانترنت | 8 نقاط مهمة ]، وقد حوى كل ما أمكنني ذكره لمواصفات المنتدى المناسب.
2. إنشاء مدونة.
في قسم عالم التدوين والمدونات في مدونتي تجد بعض التلميحات والتوجيهات حول إنشاء مدونة، وخذها مني، وبعد سنتين في عالم التدوين، بلغ ما قرأته عن هذا العالم آلاف الصفحات، ودون مبالغة: لا فرق حاليًّا بين مدونة مجانية من موقع بلوجر –كمثال- وبين مدونة مدفوعة، بل إن المدونة المجانية –في كثير من الأحيان- أفضل وأروع وأضمن بكثير من المدونة المدفوعة، وقد تكون المدفوعة أقل جمهورًا وأسوأ تصميمًا من مدونةٍ اعتمدت على تصميم مجاني واستضافة مجانية فكانت أروع وأفضل وأنشط، فلا فرق يهمّك.. سوى أن تلك تدفع فيها مالا، والأخرى لا تدفع فيها شيء، لا فرق البتّة.. ولهذا الأمر بالذات كتبت مقالا سأنشره يومَ غدٍ بإذن الله تعالى.
3. تجديد المفضلة.
4. اسمٌ صريح.. أم مستعار؟
أما اسمك الصريح فعليك أن تختار المكان اللائق به، بعيدًا عن الأوباش والأطفال؛ لأنه لا زالت هناك عقليات تظن أن لها الحق -لكونها تحت اسمٍ مستعار- في شتم وسبّ أصحاب الأسماء الصريحة، وهذا يحصل غالبًا في الردود على المقالات المنشورة في المواقع الإخبارية كلجينيات، والوئام.. وغيرها، وقد أحسنت صحيفة سبق الإلكترونية حين حذفت إتاحة التعليق على كتابها؛ لأنها انقلبت إلى مهرجان سخرية وقلة أدب فظيعة من الكتاب.. مهما كتبوا !
ويفضل أن تستمر على اسمٍ صريحٍ بنفسه، مثل: راكان عارف، مالم تكن هناك مصلحة لذلك، كأن تشارك في مكان باسم: راكان عارف. وبمكان آخر باسم: راكان اللحيدان.. وهكذا.
كل هذا رأي شخصي، والأمر –في النهاية- يتعلق بتأملك للأمر، والتفكير جيدًا قبل الإقدام عليه.
5. انفع الناس بموهبتك.
كذا الأمر بالنسبة لأي موهبة أخرى، كالرسم.. وبيع اللوحات، والمتاجرة بالأجهزة الإلكترونية، وغير ذلك كثير، وها نحن في وقتٍ أتيح لك فيه فتح دكانٍ للناس، دون روتين الدوائر الحكومية، واستئجار العمالة.. فشمّر عن ساعديك واستغل فراغك فيما يفيدك، ولو على المدى البعيد.
6. افتتح قناة !
لا يشترط أن تفتتح قناةً تترجم فيها المقاطع الإنجليزية، وتنفع الناس بقدرتك على فهم تلك اللغة، فكر.. فالمجالات واسعة، والأفكار الجديدة (صدقني!) لم ولن تنضب، وسنستمر بالاستغراب من مواقع جديدة رائعة، كما استغربنا من فكرة تويتر، والفيسبوك، واليوتيوب.. وسنردد: كيف لم نفكر بهذا الأمر؟!.
في النهاية أكرر ما ذكرته في البداية: هذه الاقتراحات لا أهدف من خلالها لتوجيهٍ مباشر، وإنما الإطلاع عليها، ومعرفة منافذ الانترنت النافعة، والمحاضن الممكنة، يجعلك تبحث أكثر.. عما يناسبك أكثر.
تقبلوا تحياتي.
تزدان المدونة بتعليقاتكم وملاحظاتكم.