جاري تحميل ... مُدَونة كِتَاف

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

open-mind-افتح-العقل-المغلق

لنفترض –عزيزي القارئ- أن لك حاجة "خفيفة" من مركز التسوق، وحين وصلت لم تجد موقفًا شاغرًا أمام المركز، وتعلم جيدًا أنك إذا أوقفت سيارتك بجانب المواقف وأمام مركز تسوق؛ ستعيق طريق السيارات (وربما لا تسدّه بالكامل)، لكنك ستسدّ –حتمًا- طريق الخروج من مواقف عدة سيارات، مع وجود مواقف شاغرة على بعد 30 متر عن المركز.. أين ستقف؟!

سأترك الإجابة لك في حين أنك ستعترف بوجود أشخاص لا يحفلوا أبدًا بمواقف السيارات الشاغرة ولو كانت على بعد عشرة أمتار، وسيقفون أمام المركز دون مبالاة بإعاقة الطريق أو حتى سدّه كاملًا.. بحجّة معروفة ومكرّرة: ثواني.. دقيقة.. شوي بس !

لم يزل الإنسان متأرجحًا بين مصلحته الخاصة والمصلحة العامة المرتبطة بالتعامل مع الغير والبيئة.. وما يتعلق بذلك. وكلما ازداد الترابط والتناسق بين المصلحتين (الخاصة والعامة) للشخص كلما كان أكثر تحضرًا ورقيًّا في تعامله مع محيطه، وهذا لن يتحصل إلا بالتخلص من صفات الأنانية والعجلة وقلة الاهتمام وعدم المبالاة بالغير.. وممتلكاتهم الخاصة، والمشتركة بين الناس كذلك، رددوا ذلك في أذان بعض المتخلفين (أو في ألطف حال: الغافلين) الذين يقومون بما يشاؤون دون مراعاة لأحد.

استحضار أهميّة المصلحة العامة في حياتنا وتدريب النفس على ذلك سيكون سببًا في اختفاء العديد من الظواهر السلبية التي نعيشها في يومنا وليلتنا في أماكن العمل والطرقات والمتنزهات، والتي لاحظت أنها زادت أكثر حين وُفّرت المعينات والخدمات التي من المفترض أن تزيد خلق الله رقيّا.

لو استحضر الإنسان أهمية المصلحة العامة ووافق بينه وبين مصلحته؛ ما أوقف سيارته في أماكن عشوائية تسد الطرقات أمام الغير، وتعيق السير في المخارج والمداخل ومواقف السيارات. ولو استحضر البعض مدى الرقي في مبدأ المصلحة العامة؛ ما تجاوز طوابير الانتظار في الدوائر الحكومية، ولم يلق النفايات عشوائيًا في المتنزهات الصحراوية لمجرد كونها نائية وخاوية. ولو ارتقى البعض في إدراكهم لهذا الأمر؛ ما لوّثوا جدران وممتلكات المؤسسات الحكومية وجدران الشوارع، وكانوا أكثر حرصًا في أن يدعوا دورات المياه العامة أنظف مما كانت عليه قبل دخولهم.

أعجب والله حين أجد نفسي أتوقف عدّة دقائق في طريق سالك بسبب شخصٍ تكاسل عن إيقاف سيارته عدة أمتار في موقف شاغر، واختار أن يوقفها بجانب المواقف المزدحمة.. وفي منتصف الطريق لأنّ عين الرقيب بعيدة عن المكان، دون أية مبالاة بعشرات الأعين التي تطالعه مستنكرة ومحتقرة، ودون انتقاد للنفس، أو حتى مراعاة لأطفال وأهله وهم يرون ولي أمرهم وقدوتهم يقوم بهذه العشوائية، ويمارس التخلف أمامهم.

من أعجب ما سمعت فيما يتعلق بقضية المصلحة العامة، قصة حكاها أحد الأقرباء (يعمل مديرًا لمدرسة)، حيث اعتدى مجموعة طلاب –قبل عدّة أيام- على زميل لهم بالضرب حتى شجوا رأسه، وكان السبب في ذلك أن زميلهم رآهم مجتمعين على باب الفصل يحاولون خلعه وكسره، فزجرهم ونصحهم عن ذلك.. فكان جزاؤه أمرًا عجبًا، إذ قابلوا النصح بالضرب، وقد كان المدير حكيمًا حين جعل مصيرهم وتوسلات أهاليهم بيد ذلك الطالب فقط، الذي أحسن فوق ذلك وعفا عنهم بشرط إصلاح الباب.

Sabotage-of-public-utilities-تخريب-الممتلكات-المرافق-العامة

رؤيتك الغاضبة -عزيزي القارئ- لتلك المجموعة المسيئة لزميلهم هي ذات النظرة التي يجب أن تبصر بها كل من لا يستحضر أهمية المصلحة العامة له ولغيره، وما ينتج عن ذلك من تصرفات همجية للغاية، وتستحضر منها أن مسؤوليات المصلحة العامة تقع على عاتقك وعاتق كل مواطن ومقيم من ناحية العمل بمقتضاها قبل كل شيء ومن ثمّ نصح الغير وتربية الأولاد والأخوان بالقدوة والتوجيه والعمل، قبل أن تكون مسؤولية شركات الصيانة ودفتر مخالفات المرور.. وعامل النظافة.

3 تعليقات
إرسال تعليق

تزدان المدونة بتعليقاتكم وملاحظاتكم.

  1. اللي صافين في الطابور ذولا قصه ثانيه ويحتاجون موضوع لوحدهم . أقسم بالله قلة أدب وانعدام احترام مع انقطاع نبع الحياء منهم ومن اشكالهم ... مقال صميمي راكان .. استمر

    ردحذف
  2. بارك الله فيك اخي راكان مقال رائع ...

    ردحذف
  3. 1. حياك الله أخي، أتفق معك على أنها قلة أدب، وأستغرب صراحة من جرأة هؤلاء على تجاوز أعين خلق الله في الطوابير دون أي اعتبار لأي شيء ممكن أن يحصل، لكن عش رجبا ترى عجبا.

    2. وفيك بارك أخي.. .

    أخوتي.. في خيارات التعليق باسم يوجد خيار (الاسم/عنوان url) تستطيع كتابة اسمك (حتى لو لم تكتب أي موقع).. أو على الأقل كتابة كنية أو اسم مستعار تحت ردك للتفريق في الردود.

    تقبلوا تحياتي.. ومرحبا بكم دائمًا. :)

    ردحذف

إعلان أسفل المقال