جاري تحميل ... مُدَونة كِتَاف

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

كرة-القدم-كأس-العالم-قطر-القدس-اليهود-المسجد-الأقصى-قبة-الصخرة
بدايةً: قناة الجزيرة ليست ما يطلق عليها بالثورات، ولا هذه المفاجأة الغريبة التي يطلق عليها الربيع العربي، والتي حكم عليها بالبراءة قبل الجلسة الأولى، الجزيرة (مسوقة) لما يحصل، تظهرها وكأنها حافلة مليئة بالأمنيات والأحلام الوردية التي ستتحقق، لكن الواقع لم ولن يكون مطاوعًا لبروموهات هذه القناة، ولا حتى وعظ الوعاظ، ووعودهم الوردية، الواقع صعب.. صعب جدًا، ومقيدٌ بسننٍ ثابتة في هذه الحياة لا تلين للحالمين، وصعوباته متجذرة في البلاد العربية، ونزعها لن يكون بابتسامة ودموع مراسلي هذه القناة.. مدفوعة الثمن، مهما كانت درجة الدعايات، الشاشات ووعودها ودعاياتها ليست الواقع أبدًا، هذا ما علمنا التاريخ القريب، صحيح أن القناة كانت تُظهر لنا أنها مشرّفة في بعض أخبار فلسطين المحتلة، وبعض ما يجري في العالم العربي.. هذا الظاهر لنا، ولكن.. وهيّا إلى ما بعد لكن:

قناة الجزيرة ليست هي ذات المسلم الذي يعلم بخطورة الأطماع الفارسية، ويحسّ بالمعاناة الاقتصادية للشعوب العربية، تمامًا كما يحس بالظلم الذي وقع على قبيلة كاملة في قطر في صمت عالمي مطبق عنها، ولم يكن يتحدث عنها أحد إلا على استحياء، والمسلم ربما لا يتفهّم كامب ديفيد لكنه يحتقر قناة الجزيرة لأنها طبعت مع إسرائيل منذ القدم واستقبلت رأس الإجرام اليهودي في مقرها، وشوهت خريطة (فلسطين المحتلّة) بكلمة: إسرائيل، فضلًا عن مشاركتها الواضحة والصريحة في الهجمات الإرهابية في السعودية، فقد ظهرت وكأنها الذراع الإعلامي لمن رفعوا شعار إخراج المشركين من جزيرة العرب، لكن لما صار المشركون على بعد أمتار عن الجزيرة اختفى الشعار.. وصمتت إلى هذه اللحظة، كما صمتت القاعدة، كما صمتوا عن إيران طريقهم الآمن لبلادنا!!!! وهذه أيضًا(!).



مشاعرنا صارت كعكة، الجزيرة أخذت القسم الذي يتعلق برفض الظلم الذي يقع على بعض العرب، والعربية أخذت القسم الذي ينبه على خطورة النظام الإيراني وأطماعه، والمسلم يفترض ألا يسلم عقله لأي وسيلة إعلامية مهما كان الشعار الذي ترفعه، ولو كان شعارًا إسلاميًا، تعلمنا أن الإعلام مهما أبدع إلا أنه لا يصلح أن يستولي عليك مطلقًا، وفي الحقيقة يكاد لا يوجد في هذه الدنيا من يرفع شعار الإسلام السياسي ويكون صادقًا.. أندر من الكبريت، صار سلعة في عالم السلع والماديات.



لنرجع إلى الثورة الإيرانية الأخيرة والتي كانت في بعض أحداثها مشابهة للثورة المصرية، فهم شباب ثاروا بعد أن طفح منهم الكيل على الطغيان المعروف لنظام الفقيه، وكانت نتائج الانتخابات الدفعة الأخيرة للقيام بالثورة، لكن لنرى وجهة قناة الجزيرة أيام المظاهرات:



- الشابة ندى آغا سلطان كانت من المفترض أن تكونَ رمزًا للثورة الإيرانية بوفاتها المؤلمة، ولكن قناة الجزيرة قامت بالتالي:



أخذت تصريحات الحكومات والوسائل الإعلامية الأوروبية والأمريكية عن ندى سلطان، ثم قلبت الخبر بدلا من رثائها أو تأبينها بشكل مباشر أو غير مباشر كما فعلت للبو عزيزي في تونس وموتى المظاهرات المصرية، ليكون الطرح في الجزيرة كالتالي: لماذا يركز جوقة الإعلام والسياسيين الغربيين على ندى سلطان ويتناسون محمد الدرّة الذي سقط بأيدي الرصاص الإسرائيلي؟(!).

- ظهرت احتمالية (أظهرتها قناة الجزيرة) أن ندى سلطان قد تكون قتلت على يد المخابرات الأمريكية(!).

إذا لم يكن هذا التفاف على الموقف المؤثر والمشتعل في إيران، فما هو الالتفاف؟! وإذا لم يكن هذا ميلًا للنظام الإيراني فلا أدري ما يكون، وإذا لم يكن هذا خيانة للخليج، وللعروبة، وللدين.. فلا أدري ما هي الخيانة!

- كذلك كان هناك تركيز على توقع انتهاء المظاهرات وأنها ستنتهي قريبًا.

- وكان هناك تركيز أكبر على أن المظاهرات قد ارتبطت بالدوائر الغربية، وصورت الأمر أنه معركة بين حكومة إيران والحكومات الغربية بالنيابة، مجرد بحث بسيط في التقارير والبرامج المؤرشفة.. تصور لك هذا الأمر سريعًا، وإليكم بعض العناوين التي صاحبت تلك المظاهرات في برامج الجزيرة:

  • إيران بين التململ الداخلي والضغط الخارجي.
  • أبعاد ودلالات قضية موظفي السفارة البريطانية في إيران.
  • المصالح الإستراتيجية ومستقبل العلاقات الأوروبية الإيرانية.
  • في إحدى تقارير مركزها الخاص بالدراسات كان النص كالتالي (فيما يخص بثورة شباب إيران): التظاهرات الأولى كانت بلا شك تظاهرات ضخمة، ولكنها بالمقارنة لحجم الشعب الإيراني وتعداد سكان العاصمة طهران ليست كذلك(!). طيب أين اختفت هذه المقارنة بين 80 مليون مصري.. وعدد الثوار المصريين؟!
  • ومن الملاحظات الصادرة عن تقارير الجزيرة: من المتعذر الإطلاع على أدلة ملموسة على أن العملية الانتخابية تعرضت للعبث المنظم أو أن النتائج قد زيفت، أو الجزم بأن الانتخابات كانت نزيهة تماما!!

حسني مبارك قطعًا ليس أخطر من نظام الفقيه في إيران، بل حسني لم يكن لديه أطماع في البلاد الأخرى، ولا بلبلة نظام، ولا استعداد للوثوب على بلاد الأمة كما وثب الملالي على العراق، عكس ما تهدف إليه حكومة إيران وأتباعها، لكن انظر لهذه الاحتفاليات التي قامت بها الجزيرة، وهذا الجوّ الغوغائي والجنوني والمخيف الذي ضاعت فيه الأمة في عقلٍ جمعيّ تخوّف أكثر الناس حكمة من مجرد (تهدئة) العقول لهدف التأمّل ودراسة الحال، فليستر الله تعالى من نهايته.. وما يمرّ به، ونعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، أن ترى قناة التطبيع والهيام الفارسي تحتفل هذه الاحتفالية الجنونية يعني أنّ مصر مقبلة على سواد يطأ على شعارات هذه القناة.. وأفظع هذا السواد أن ترى أصابع الصفويين تندسّ في بلاد النيل، وأقلّه أن يأتيهم إبليس بدلًا من إدريس الذي يطلبونه بتخدير هذه القناة التي نجحت بحق في إيصال رسالة أن الثورة رحلة غاندية مع حِلمٍ بريطاني.

الخلاصة: هناك ثناء ساذج جدًا لقناة الجزيرة، ولعله يصل لدرجة التزكية، وأنا أعتبرها غفلة سيطرت على عقول البعض ممن غلبت عاطفته على تفكيره، بل وظهر هذا الأمر من بعض الصالحين الذين يفترض ألا يكون خبًا لمن وراء هذه القناة، لذا أعتقد أنه من الضروري وجود أشخاص ينبهون على خطورة هذه القناة في هذه الأيام بالذات، والتي نراها تنتشي بغرور مستفز لكل من يعرف حقيقتها ولا يستطيع أن يقول شيئًا والسبب معروف، ولكي يكون هناك اعتدال أمام موجة المدح، وأن البعض حين ينتقد هذه القناة فهو لا يصادم حقًا ربما يبدر منها.. لا دخل لهذه بهذه، بل ينادي بالاعتدال والرقي بالنفس عن العاطفة.. فقط.

إذن ما الهدف من هذا الموضوع؟

هدفي أن يكون هناك اعتدال وتوازن في نظرتنا للقناة، وإذا سمح لي أن أطمع قليلًا سأقول أن هدفي هو إساءة الظن بها مهما حاولت دغدغة المشاعر، علينا أن ننظر لها بازدراء لمجرد الاعتراف باسرائيل والتطبيع معها، ودورها الذي لا يمكن أن نغفل عنه في الأحداث التي مرت بها السعودية قبل سنوات، مع أنه المفترض أنها في غنى عن ذلك لأنها قناة (كما تزعم) لا دخل لها باتفاقيات حكومة قطر مع الصهاينة المحتلين، ولا بالتنظيمات الغامضة، وقد منحت الشعوب العربية (مشاهد) حرّة بنظرهم في القناة جسّرتهم على معرفة الدنيا أكثر، يقول البعض بزعم الحياد أن هذا يحسب لها، وأقول: أن هذه ألعوبة.. ويستحي العاقل بأدنى تأمل أن يسمي ذلك حريّة، كلّ ما في الأمر أنك لا ترى القيود والأغلال والأموال التي تحيط بهذه الحرية المزعومة التي يوهمك بها صراخ مذيعيها ودموع مذيعاتها، والمعرفة الحقيقية للحرية تكمن في إدراك حدودها، أما إطلاق التسمية، فهذا شعار يخدم.. وليس حقيقة تستحق الثناء.

هنا لفتُ نظر من خلال مجموعة نقاط، وليسَ بحثًا، وقد أكون مخطئًا، لكن في ظني أن الأيام ستظهر لنا من خبث هذه القناة يومًا ما لا نتصوره، فدسائس السياسة قذرة وغامضة وتفقد فيها الكثير ويتوه فيها أمهر المحللين.. والإعلام تابع لهذه القذارة، فلا تستغربوا أن تجدوا هذه القناة يومًا تسلخ في شعوبنا، وفي الوهابية، وفي السلفية.. وفي علمائنا. وقد رأينا من طاقمها خبثًا قديمًا بداية الألفية وبعد سبتمبر ضد شعبنا وبلادنا يستحيل أنه اختفى هكذا!! حقد بتلك الكمية التي رأيناها يومًا بيوم يستحيل أنه تبخّر، إنما جرى تخزينه ليومٍ تنعطف فيه السياسة إحدى انعطافاتها المفاجأة التي يقفز فيها المتربص، إما لأنه انتهز فرصةً لذلك، أو يتم إرغامه بالقفز كما يُفعل بالقطة حين تُحشر، كي نرتاح من هم الغموض بهم العداوة الواضحة، ومن لم يتباكى على قبيلة عربية أصيلة جرى إهانة نسائها وأطفالها على مسافات قريبة منه، لن يتباكى علينا ولا على غيرنا.. إلا بما يخدم أجندته المشبوهة، وسترون أولئك المذيعين على حقيقتهم الكلاسيكية (هاتف عملة) ينقضون كل ثناء جاملوا فيه بلدًا ما، وتتغير مواقفهم بتغير (السياسة التحريرية) التابعة (للسياسة الـ ...) دعني أقول التي جعلتهم يصمتون عن مأساة تلك القبيلة.

إن أسوأ ما قامت به هذه القناة وأذرعها الواضحة وغير الواضحة أنها استطاعت وبنجاح كبير للغاية أن تبني نموذجًا متكاملًا له دوامة إذا اختطفت حلقاتها شاب ما فإنه سيتوفر له تفسير متكامل في الجوانب الفكرية والسياسية والاجتماعية بل لعلي لا أبالغ حين أقول في كل جوانب الحياة، نظرة عجيبة (سياسية بدايةً) لديها القدرة على التمكن من كل خلايا العقل وخباياه وتجتذب النفس والروح وتلوث العقيدة والانتماء والفكر مما يؤدي في النهاية إلى تجنيده تمامًا لصالح الفوضى وبأساليب هادئة طويلة الأمد(!)، وأعلم أن كلامي ربما سيعتبره البعض مبالغة فجّة، لكن سيفهم كلامي كل من رأى معي القناة وهي: (تزف الشهيد وتخلي الزفّة ع السنّة!!) تحت شعار حرية الرأي، بل إن هذه القوقعة تجعل الشاب المسلم وبسحرٍ عجيب للغاية يتهم بلده ببلاوي تقوم الـ (....!! مو ناقصين قضايا تشهير) التي وراء هذه القناة بها منذ سنوات طويلة، فيتتبع الشاب (الإشاعة) المغرضة ضد بلده المسلم، ويصدقها، ويبني عليها لوازم خطيرة، بينما ينعمي تمامًا عن (حقيقة) فظيعة من فصيل تلك الإشاعة تقوم به الـ (....!! لا زلت مو ناقص!!) التي وراء هذه القناة، لكن (مغفور لها)، بل والله إنه لا ينتبه إلى هذه الحقيقة من الأساس حتى يغفر لها، وكما قلت لكم، هو سحر واحترافية نتخلف عنها إعلاميًا بسنوات ضوئية.. مع بالغ الأسف.

وأتساءل: بالله تخيلوا لو أن القناة السعودية الأولى، أو حتى الثانية، أظهرت مرة واحدة خريطة فلسطين، وكتبت بدلا من فلسطين: (اسرائيل)؟ أتخيلتم مدى الضجيج والإنكار والغيظ والغضب الذي سيظهر لأجل الله تعالى والتاريخ والأمة والإنسانية والـ إلخ؟! فلماذا.. لماذا نرى هذه القناة رأي العين وهي تقوم بذات الأمر، دون لوم أو غضب أو حتى لفت نظر؟! لا أدري والله كيف روّضت هذه القناة من يتابعها على تجاهل هذه المطمة وغيرها من مدائح حزب اللات، والتقاط فضلة القوميين والشيوعيين والتيارات الإسلامية التي رأت في الخميني منقذًا والتسويق لوجوههم الكئيبة لسنوات!!

تقبلوا تحياتي.
3 تعليقات
إرسال تعليق

تزدان المدونة بتعليقاتكم وملاحظاتكم.

  1. الحبيب أبو عارف ,, في تفنيدك منطقية لأغراض وأهداف الجزيرة لكن ادعمنا بمبرر واحد يجعل الجزيرة محركاً لأجندة إيرانية ؟؟ واحد فقط الله يخليك وهي التي تبث من قطر الغير مرتاحة أبدا من إيران ؟؟
    بعدين إذا شككنا بالجزيرة , تبينا نتابع العربية مثلاً ؟؟

    أرجوك لا تقول المجد ولا دليل هن البديل خخخخخخخخخخخخخخخ

    ردحذف
  2. أحييك بشدة يا عارف لأنك برايي فاهم وعارف وفطين ... الله يوفقك ويسعدك دنيا وآخرة ويرضى عليك
    أخوك أبو يزن

    ردحذف
  3. آمين.. جزاك الله خير أخي أبو يزن وبارك فيك.

    ردحذف

إعلان أسفل المقال