
هذا هو أول موضوع بعد المقدمة في سلسلة (تاريخُ المكر)، أبدأ فيه من حاضرنا كي تبدأ الحكاية فيما بعد بناءًا على تنبيه الغافلين بأن هناك اهتمام كبير من شبابنا وأطفالنا لتاريخ العداوة بين الخير وأهله وتاريخ عقيدتهم، وبين الشر وأنصاره.. وتاريخ مكرهم، ولا أعتقد أن الاهتمام الحالي بناء على النظرية التي تقول أن الأمة تهتم وقت هوانها بالدجال؛ بل الأمر أوسع من ذلك؛ لأني أراه اهتماما وُضعت له محاضن في الانترنت وبدأت بجذب شبابنا على سوءٍ فيها، والنتاج الموجود بكثافة الآن لا يتعلق بالدجال فقط؛ بل بكشف المؤامرة على الخير وأهله بشكلٍ عام، وأنا –هنا- أطرح ماهو موجود، وأوضح الاهتمامات الحالية، اتفقت معها أو اختلفت.
سلسلة القادمون حلقات مثيرة موضوعها المؤامرة العامة ضد أهل الإسلام، بداية من خروج إبليس من الجنة، مرورًا بالمسيح الدجال، والمنظمات الخفية، وعلى غير العادة فقد تناولت السلسلة كل ما تطرحه بناء على معلومات ومقاطع مصوّرة، وهنا أرصد لكم أفكار السلسلة على شكل نقاط، كي تعطيكم التصور العام عنها دون متابعتها، مع ذكر المآخذ عليها بعد ذلك، بغض النظر عن أصحابها (وهم مجموعة شباب من مسلمي الولايات المتحدة).
باختصار: سأرصد لكم كل الأفكار التي طرحتها السلسلة من باب الاطلاع والفائدة.
* عن السلسلة:
. الفكرة العامة للسلسلة: تحرّي قدوم المسيح الدجال والتهيئة لذلك، للقيام بالمعركة الكبرى ضد الخير وأهله، والبشرية بشكل عام.
. الفكرة الفرعية (1): هناك تواصل مباشر بين شياطين الجن والإنس لتهيئة قدوم الدجال.
. الفكرية الفرعية (2): هؤلاء الأشرار يرون أن خروج الدجال مرتبط برفع مستوى الشر في العالم من خلال نشر: الشبهات، والشهوات. فإذا ارتفع مستوى الشر إلى حدّ معين.. خرج الدجال.
. الفكرة الفرعية (3): يجب تهيئة العالم لقدومه من خلال تحسين ذلك في أعينهم، وخلق أتباع له من خلال وسائل متعددة، أو على الأقل خلق أناس ضعفاء مأسورين لشهواتهم كي لا يقاوموا حضوره.
. الفكرية الفرعية (4): معرفة الأشرار في العصر الحاضر، ووسائلهم، وكيفية التصدي لهم.
* أفكار أخرى مهمة:
. جميع الحضارات تنتظر الدجال، فهناك من يُحذر من قدومه ويتحراه بناء على التحذيرات النبوية؛ لأنه ما من نبي إلا وحذر قومه من الدجال كما أخبرنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- (جانب الخير)، ولكن هناك حضارات تنتظر قدومه على أحر من الجمر بناء على أنها: تعبده، تقدسه.. وهناك من "يُحضّر" لقدومه (جانب الشر).
. يعتمد في الفكرة السابقة (عبادةُ حضاراتٍ للدجالِ وانتظارهم له) على: رموز، نصوص تاريخية، مقارنة بين معبودات الحضارات ومقدساتهم.

. من الرموز القديمة التي يعبر فيها مقدسيها عن انتظار الدجال:
1. العين الواحدة: وهي من أشهر العلامات التي تعبّر عنه، ومن أقوى العلامات الباقية حتى يومنا هذا، وهي منتشرة في أغلب الحضارات (سيأتي التفصيل عنها في موضوع خاص).
2. البلاط الشطرنجي: وهو من الرموز المعروفة كذلك للماسونية (وسأكتب عنه موضوعًا خاصًا بإذن الله تعالى).
3. الهرم: وفي الغالب يكون الهرم على رأسه عين واحدة (كما في الدولار الأمريكي والكثير الكثير من المشاهد التلفزيونية والسينمائية وعلى أرض الواقع).
4. الشعار الملكي البريطاني: وهو شهير جدا، ومنتشر في الكثير من المنتجات حولنا.
5. العظمتين والجمجمة: وهو شعار القراصنة –كما يبدو في الرسوم المتحركة- لكن هناك أخويات ومنظمات وأسر ترفع هذا الشعار.
6. رموز مختلفة ليست بشهرة الرموز السابقة.

* من الأفكار في السلسلة كذلك:
. الكثير من بقايا الحضارات الوثنية والشركية السابقة تدل على عبادتهم (أو انتظارهم) للدجال كالحضارة البابلية، ومصر القديمة، وحضارة المايا التي كانت في أمريكا قبل مئات أو آلاف القرون، ودلائل عبادتهم مبنية على: مبانيهم، بقايا تراثهم، تشابه الرموز والرسومات والنصوص.
. الحضارة الغربية والشرقية المعاصرة هي آخر الحضارات (حتى الآن) التي تنتظر قدوم المسيح الدجال.
. هناك مجموعة شهيرة بـ (فرسان الهيكل) أسست للهروب من الضرائب الكنسية، ووجدت المسيحية غطاء لها، شاركت في الحروب الصليبية ووجد أتباعها بعد احتلال النصارى للقدس بعشرين سنة مجموعة من الكتب والأسفار التي تعلم السحر والقبالا (السحر اليهودي) وهي من بقايا الحضارة البابلية، وهي بقايا تعليم السحر الذي أخبر عنه الله –عز وجل- في قوله: (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت)، قلت: انتشر السحر في ملك سليمان عليه السلام، ونسبه من تعلموه من شياطين الجن والإنس لسليمان –عليه السلام- وحاشاه، (وما كفر سليمان) لأن السحر كفر، فأنزل الله ملكين –في حالةٍ خاصة بذلك العصر- ليعلّمان الناسَ السحرَ كي يحذروا منه ويزيلوه (من باب عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه)، وكان الملكان يحذران من يعلّمونَ بأن هذا السحر فتنة (إنما نحن فتنة) وإنما نعلمكم للعلاج وليس للشر، ولكن الناس استخدموه للشر، فأتى فرسان الهيكل بعد قرون كثيرة ليجدوا بقايا مؤلفات من تلك الحقبة، فانقلب حالهم من اتّباع النصرانية إلى الانحراف (والنصرانية انحراف بلا شك، فكانت حالهم من انحراف لانحراف).
. فرسان الهيكل أعدموا في يوم الجمعة بتاريخ 13 من العام الميلادي 1307 (وهذا التاريخ سبب ظهور الرقم 13 كرقم مشؤوم عند الغرب الآن!)، لكن هرب بقيّة كانوا الأساس لإنشاء العديد من المنظمات السرية أشهرها: الماسونية.
. في النهاية.. هذه المجموعة تهدف لنشر الشر والشهوات بين الناس ولا يكون ذلك إلا بالتحكم بعقولهم، وذلك بعد العلم أن أهم المنافذ إلى العقل الواعي وأيضا إلى اللاوعي في الإنسان هما: السمع، البصر.
. أدركت هذه المجموعة أن أسهل السبل للوصول إلى أهدافهم هي: التكاتف السري، الثراء، السيطرة السياسية، السيطرة الإعلامية.. وغير ذلك.
. أينما وليت وجهتك ستجد اليهود هم الحلقة الواصلة بين كل ما ذُكر في الأعلى وما سيذكر، منذ العصر القديم، وحتى اتباع الدجال كما في النصوص النبوية.
. أهم أفكارهم: عبودية الناس.. مع ظنهم بأنهم يعيشون حياة رائعة.
. دوافع تلك المنظمات الشيطانية: عدم إيمانهم بالحياة بعد الموت (هي حياة واحدة)، انبهارهم بالسحر والشياطين والإيمان بظهور المنتظر (الدجال)، حبّ السلطة، حبّ المال، التكبر.. وغير ذلك من صفاتهم الشيطانية المعروفة.

* ومن أفكار السلسلة كذلك:
. الإعلام هو أعظم سلاح آمن يمكن استخدامه ضد الجموع إذا أحسن استغلاله من قبل أولئك لخدمة أجندتهم، ومعرفة المساهمين في كبرى الوكالات العالمية والصحف الدولية والشبكات تنبئك عن ماهية المسيطرين عليها، فهي أكبر تنويم مغناطيسي مر على التاريخ، وهيمنة شاشة التلفاز والحاسب والصحف.. لا يمكن إنكارها.
. ركزت السلسلة على ذكر أمثلة كثيرة على إدخال الإشارات والأفكار من خلال الإعلام للتأثير على العالم فكريا وسياسيا وعقديا وجنسيا.. إلخ، مثل: حقيقة أحداث سبتمبر بين الواقع والإعلام المسيطر، وتحديد الأعداء من خلال اللعبة الإعلامية (كما يحصل مع المسلمين والإسلام والعرب منذ ستين سنة)، وإثارة الجنس والشذوذ الجنسي لدى الأطفال بطريقة شيطانية من خلال الرسوم المتحركة، ومن أمثلة ذلك (رسم الشخصيات بدقة بناءً على رسم الأعضاء التناسلية بداية –وانتم بكرامة-، حبك القصة بطريقة معينة لإثارة شبهة أو السخرية من فكرة عقدية، قلت: والمنتشر الآن المسلسلات الشرقية الفاسدة التي تركز على الحب في مدارس البنات، والنعومة في الأولاد من تمثيل الشخصيات الذكورية بأصوات أنثوية.. ونحو ذلك، وأيضا التهوين من شأن الشذوذ الجنسي في الأفلام والمسلسلات من خلال الكوميديا وتلطيف الشخصيات الشاذة.. ونحو ذلك)، وكل ذلك يتابعه أطفالكم في قنوات إم بي سي، والأفلام.. وغيرها، ويخاطب وعيهم، ويتسلل إلى اللاوعي عندهم. (ولهذا موضوع منفرد تابع للقسم بإذن الله تعالى).
. ركزت السلسلة على غزو هؤلاء الأشرار للأسلوب المعماري في العالم، وذلك باستلهامهم من رموزهم وطقوسهم لينشؤوا مباني وعمارات تدل عليهم وتدعم أفكارهم، وقد تكون هذه المباني حكومية أو تجارية.
. تحدثت السلسلة على تعمّد التنافس –إن صحّ فهمي- على بناء المعابد (أو أهم المباني والمعابد بشكل عام) على ما يسمى بخطوط الرعي (خطوط الطاقة)، والتي تحوي أهم نقاط الطاقة الإستراتيجية، وبشكل يوحي بجذب الطاقة (الأهرامات، المآذن، القبب، أجراس الكنائس) فهي في تصميمها وشكلها جاذب للطاقة ليركزها في داخلها بحسب ما يحصل في ذلك الداخل، فإن كانت الطقوس تحت هذه المباني تحوي شرا ارتفع معدل الطاقة الشريرة بناء على جذبها من الخارج، وإن كانت تحوي خيرا ارتفع معدل الخير بناء على جذب الطاقة الإيجابية، لأن الإنسان في أصله طاقة (وهذا معلوم).. فيؤثر ويتأثر، فإن كان إصداره للطاقة سلبيا تفاعل مع الطاقة السلبية الخارجية، والعكس صحيح، وتتحدث السلسلة أنه ما إن يصل مستوى الطاقة الشريرة إلى حدٍّ معيّن –الله أعلم به- يظهر الدجال.
. بطريقة ما توضح السلسلة أنه عندما تربط الأشكال الهندسية المقدسة لأولئك مع خطوط الرعي (أو نقاط الطاقة) في زمان ومكان معيّن فستنشأ بوابات نجميّة تفتح بوّابات عالمنا بالتطابق مع بوابات العوالم الأخرى.. لتفتح على بعضها، ويرون أن بعض الرموز المعروفة تعبّر عن هذا الأمر، مثل النجمة الصهيونية التي تصوّر هرمًا رأسه للأعلى يتقاطع معه هرم رأسه للأسفل، وأيضا طبيعة البلاط الشطرنجي الأسود والأبيض، وأن الأبيض يعبر عن واقعنا والأسود يعبر عن عوالم موازية. قلت: هذا لم أفهمه إطلاقا، إلا إن ربطته بعالم الجن وكيفية تواصل بعض البشر معهم من خلال طقوس معينة في أماكن معينة تربط بين العالَمين، وأن التواصل مع العالم الموازي ممكن في أسلوبٍ ما.. الله أعلم به.
. الولايات المتحدة الأمريكية أول دولة ماسونية في العالم.. وذكر هذا الأمر بتفصيله في السلسلة.
. تلفت السلسلة النظر إلى بعض الظواهر والطوائف كعباد الفضائيين (اليوفو) وعباد الشيطان، ومدى كذبهم وزيغهم.
غدًا بإذن الله –عز وجل- أضع الجزء الثاني للسلسلة، لأني أرى أن المقال طال هنا.
وفق الله الجميع.
تزدان المدونة بتعليقاتكم وملاحظاتكم.