
أعتبر هذا الموضوع انتقامًا للأكاذيب التي تلقيناها من وسائل المعرفة المختلفة، والتي قدمت لنا معلومات وأخبارًا ومعرفةً اكتشفنا فيما بعد أنها مغلوطة، أو مبالغٌ فيها، وكنت محتارًا قبل كتابتي لهذا المقال، هل أكتب عن طبيعة وأساليب تقديم المعلومة المغلوطة، أم أطرح مثالا يكتشف من خلاله كل قارئ أسلوب الكذب، وضرب المثال على اكتشاف الحقيقة، كي يقيس عليها فيما بعد حين يقرر أن يبحث عن الحق في معلومةٍ أحسّ بعدم الارتياح لها.. كم حصل معي في هذه المعلومة العتيقة.
قرأت كثيرًا عن اكتشاف القارة الأمريكية، وفي كل قراءة جديدة يتملكني الاستغراب من تواتر نبأ اكتشاف تلك القارة على يد مجموعات وأشخاص استعمروها قبل كريستوف كولومبوس، أورد هنا أسماءهم وأخبارهم، وقد كنت في طفولتي أرى كولومبوس شخصية تستحق الإعجاب لطبيعة ما قدم لنا عن شخصيته ورحلته، قبل أن أكبر وأكتشف.. وأقرأ.. ثم أشعر بعدم الارتياح، وبعد البحث والإطلاع شعرت بالارتياح بعد أن اكتشفت أن التاريخ سجل عشرات المكتشفين لتلك القارة، ومع أن هذه المعلومة لا تهمني في حياتي كي تشعرني بالارتياح، وإنما سبب شعوري أنني أحسست بالانتصار على جهود تزييف التاريخ وتحويره لخدمة مصالح البعض، وإشباع غرور المستعمرين.. ولو كان ذلك عبر معلومة.
هنا أذكر لكم سبعة مكتشفين للقارتين الأمريكيتين قبل أن يصلها كريستوفر كولومبوس
1. الفايكنج.
وهم البحارة الذين جابوا العالم تجارًا وجابوه لصوصًا وغزاة، وقد وجدت لهم خرائط تفصل رحلاتهم إلى القارة الأمريكية، ودخولهم فيها من المناطق الشمالية، وأيضا توضح أماكن تواجدهم ومستعمراتهم داخل القارة، وكان ذلك قبل كولومبوس بـ 500 عام.
2. المسلمون.
وقد وجدت آثار كتابة عربية (بالخط الكوفي) في قارة الأمريكية الجنوبية، وأيضا اكتشفت نقود ذهبية إسلامية تعود للقرن الثامن الميلادي، وفي كتاب "مروج الذهب" للمسعودي ذكر فيها قصة رحلة ابن سعيد الأسود الذي عبر المحيط الأطلسي حتى وصل إلى (أرض ما بعد بحر الظلمات) وسميت وعرفت عند العرب فيما بعد بـ (الأرض المجهولة) ورسمت لها خرائط يوضح فيها المسلمون أنهم اكتشفوا أرضا جديدة، وكان تعبيرهم عن ذلك واضحًا جدا.
بل وذُكر في التاريخ أن مجموعة من الشباب العرب رحلوا من صقلية حتى جاوزوا البحر إلى القارة الأمريكية وكان ذلك في القرن الثاني عشر ميلادي، وأخبروا عن وجود ممالك وقبائل وأنهم قابلوا ملوك تلك الديار، ووجدوا عربًا هناك.
الخلاصة أن المسلمون اكتشفوا أمريكا ورسموا لها الخرائط قبل كولومبوس والمصادر التاريخية موجودة، لكن –كما قيل- التاريخ للأقوى حتى إشعار آخر، ومن المنطق أن نقول: مجرد وجود بشر قبل كولومبوس يعني وجود من سبقه، لكن الطرف الأقوى في التاريخ لا يحفل بالمنطق كثيرًا؛ بل يشبع غروره.
3. الأفارقة.
وكولومبوس نفسه ذكر أنه وجد مجموعات أفريقية في القارة الجنوبية من الولاية، بل وكانوا يسيطرون على تجارة الذهب والقطن في تلك المناطق.
4. الكاريب.
وهم مجموعات بيضاء، تدين بالإسلام وتتحدث العربية، وقد أفناهم الأسبان في مجازرهم المعروفة ضد السكان الأصليين، وكان عيشهم في المنطقة الوسطى من القارتين، واقتبس اسم البحر الكاريبي من اسم مجموعتهم.
5. الصينيون.
وكان ذلك في القرن الخامس عشر الميلادي، وتفاصيل أمرهم أثاره مؤلف بريطاني كان يعمل قائدَ غواصات في البحرية البريطانية، وألف كتابه (1421: The Year China Discovered the World) (1421 العام الذي اكتشف فيه الصينيون العالم)، أي قبل ولادة كولومبوس بثلاثين عاما، والصورة التي افتتحت بها موضوعي هذا تحوي إحدى خرائطهم والتي رسمت فيها القارتين الأمريكيتين بوضوح.
6. أميريكو فسبوتشي.
وهو الذي سميت القارة باسمه (أمريكا)، بينما كولومبوس لم يطلق اسمه إلا على جزء صغير منها (كولومبيا)، وهو الذي لفت نظر العالم في ذلك الوقت إلى أنه قد اكتشف أرضًا جديدة، لا أرضًا تمتد من آسيا، ومع أن اكتشافه لها تبع اكتشاف كولومبوس بخمسة أعوام، إلا أن إنجازه في رسم خريطة لها وإنباء العالم بها من خلال رسالة شهيرة له كانت سببًا في تسمية القارة باسمه بدلا من كولومبوس.
7. الهنود الحمر.
وهم أول مكتشف لهذه القارة قبل 15 ألف سنة، وكان وصولهم من آسيا عبر التقاء شمال شرق القارة الآسيوية مع شمال غرب القارة الأمريكية، وكان عددهم بالملايين (90 مليون كحد أقصى) وفني معظمهم جرّاء الإبادة التي قام بها كريستوف كولومبوس ومن أتى بعده، وأيضا جراء إصابتهم بالأوبئة التي حملها الأسبان معهم إلى القارتين، وبعض هذه الأمراض كانت تدس لهم في الألبسة والأردية التي وزعها البريطانيون فيما بعد في إحدى أعظم مجازر التاريخ، وكان الهنود أصحاب حضارة قبائلية زراعية.. مع اعتماد على الصيد والتجارة.
وللاستزادة مما يتعلق باكتشاف المسلمين لها وتاريخهم فيها، أرجو قراءة تفريغ محاضرة للدكتور علي بن منتصر الكتاني عن هذا الموضوع، وما يتعلق بمذابح الهنود الحمر وشعوب القارتين على يد المستعمرين الأسبان فأرجو الإطلاع على كتاب (مذابح الهنود الحمر) من تأليف المطران تولومي دي لاس كازاس.
قرأت كثيرًا عن اكتشاف القارة الأمريكية، وفي كل قراءة جديدة يتملكني الاستغراب من تواتر نبأ اكتشاف تلك القارة على يد مجموعات وأشخاص استعمروها قبل كريستوف كولومبوس، أورد هنا أسماءهم وأخبارهم، وقد كنت في طفولتي أرى كولومبوس شخصية تستحق الإعجاب لطبيعة ما قدم لنا عن شخصيته ورحلته، قبل أن أكبر وأكتشف.. وأقرأ.. ثم أشعر بعدم الارتياح، وبعد البحث والإطلاع شعرت بالارتياح بعد أن اكتشفت أن التاريخ سجل عشرات المكتشفين لتلك القارة، ومع أن هذه المعلومة لا تهمني في حياتي كي تشعرني بالارتياح، وإنما سبب شعوري أنني أحسست بالانتصار على جهود تزييف التاريخ وتحويره لخدمة مصالح البعض، وإشباع غرور المستعمرين.. ولو كان ذلك عبر معلومة.
هنا أذكر لكم سبعة مكتشفين للقارتين الأمريكيتين قبل أن يصلها كريستوفر كولومبوس
1. الفايكنج.
وهم البحارة الذين جابوا العالم تجارًا وجابوه لصوصًا وغزاة، وقد وجدت لهم خرائط تفصل رحلاتهم إلى القارة الأمريكية، ودخولهم فيها من المناطق الشمالية، وأيضا توضح أماكن تواجدهم ومستعمراتهم داخل القارة، وكان ذلك قبل كولومبوس بـ 500 عام.
2. المسلمون.
وقد وجدت آثار كتابة عربية (بالخط الكوفي) في قارة الأمريكية الجنوبية، وأيضا اكتشفت نقود ذهبية إسلامية تعود للقرن الثامن الميلادي، وفي كتاب "مروج الذهب" للمسعودي ذكر فيها قصة رحلة ابن سعيد الأسود الذي عبر المحيط الأطلسي حتى وصل إلى (أرض ما بعد بحر الظلمات) وسميت وعرفت عند العرب فيما بعد بـ (الأرض المجهولة) ورسمت لها خرائط يوضح فيها المسلمون أنهم اكتشفوا أرضا جديدة، وكان تعبيرهم عن ذلك واضحًا جدا.
بل وذُكر في التاريخ أن مجموعة من الشباب العرب رحلوا من صقلية حتى جاوزوا البحر إلى القارة الأمريكية وكان ذلك في القرن الثاني عشر ميلادي، وأخبروا عن وجود ممالك وقبائل وأنهم قابلوا ملوك تلك الديار، ووجدوا عربًا هناك.
الخلاصة أن المسلمون اكتشفوا أمريكا ورسموا لها الخرائط قبل كولومبوس والمصادر التاريخية موجودة، لكن –كما قيل- التاريخ للأقوى حتى إشعار آخر، ومن المنطق أن نقول: مجرد وجود بشر قبل كولومبوس يعني وجود من سبقه، لكن الطرف الأقوى في التاريخ لا يحفل بالمنطق كثيرًا؛ بل يشبع غروره.
3. الأفارقة.
وكولومبوس نفسه ذكر أنه وجد مجموعات أفريقية في القارة الجنوبية من الولاية، بل وكانوا يسيطرون على تجارة الذهب والقطن في تلك المناطق.
4. الكاريب.
وهم مجموعات بيضاء، تدين بالإسلام وتتحدث العربية، وقد أفناهم الأسبان في مجازرهم المعروفة ضد السكان الأصليين، وكان عيشهم في المنطقة الوسطى من القارتين، واقتبس اسم البحر الكاريبي من اسم مجموعتهم.
5. الصينيون.
وكان ذلك في القرن الخامس عشر الميلادي، وتفاصيل أمرهم أثاره مؤلف بريطاني كان يعمل قائدَ غواصات في البحرية البريطانية، وألف كتابه (1421: The Year China Discovered the World) (1421 العام الذي اكتشف فيه الصينيون العالم)، أي قبل ولادة كولومبوس بثلاثين عاما، والصورة التي افتتحت بها موضوعي هذا تحوي إحدى خرائطهم والتي رسمت فيها القارتين الأمريكيتين بوضوح.
6. أميريكو فسبوتشي.
وهو الذي سميت القارة باسمه (أمريكا)، بينما كولومبوس لم يطلق اسمه إلا على جزء صغير منها (كولومبيا)، وهو الذي لفت نظر العالم في ذلك الوقت إلى أنه قد اكتشف أرضًا جديدة، لا أرضًا تمتد من آسيا، ومع أن اكتشافه لها تبع اكتشاف كولومبوس بخمسة أعوام، إلا أن إنجازه في رسم خريطة لها وإنباء العالم بها من خلال رسالة شهيرة له كانت سببًا في تسمية القارة باسمه بدلا من كولومبوس.
7. الهنود الحمر.
وهم أول مكتشف لهذه القارة قبل 15 ألف سنة، وكان وصولهم من آسيا عبر التقاء شمال شرق القارة الآسيوية مع شمال غرب القارة الأمريكية، وكان عددهم بالملايين (90 مليون كحد أقصى) وفني معظمهم جرّاء الإبادة التي قام بها كريستوف كولومبوس ومن أتى بعده، وأيضا جراء إصابتهم بالأوبئة التي حملها الأسبان معهم إلى القارتين، وبعض هذه الأمراض كانت تدس لهم في الألبسة والأردية التي وزعها البريطانيون فيما بعد في إحدى أعظم مجازر التاريخ، وكان الهنود أصحاب حضارة قبائلية زراعية.. مع اعتماد على الصيد والتجارة.
وللاستزادة مما يتعلق باكتشاف المسلمين لها وتاريخهم فيها، أرجو قراءة تفريغ محاضرة للدكتور علي بن منتصر الكتاني عن هذا الموضوع، وما يتعلق بمذابح الهنود الحمر وشعوب القارتين على يد المستعمرين الأسبان فأرجو الإطلاع على كتاب (مذابح الهنود الحمر) من تأليف المطران تولومي دي لاس كازاس.
نعم احسنت فلقد زور التاريخ لخدمة المستعمر
ردحذف