جاري تحميل ... مُدَونة كِتَاف

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

الربح-من-الانترنت

هل أتاكم نبأ فئةٍ كانت تعيشُ حياةً شريفة خالية من الشوائب، لا يعكر صفوها نية سيئة أو مكرٌ كُبَّار، حتى عرف العالم الشبكة العنكبوتية، وظهر مصطلح (الربح من خلال الانترنت)؛ لتجد الأباليس سبيلا في طريقِ بقية باقية من الشرفاء، ليغرقوا في موجة مكرٍ وشبهات.. سيّدُ لحظتها: الطمع، وما أدراك ما الطمع!.

هم لم يدركوا ما فعلوه في المحتوى العربي من هذه الشبكة، خصوصًا في الجانب البحثي منها.

حسنًا.. سأخبركم بشيءٍ من أخبارهم، مع اعتذاري لقسوة العنوان، فالمقصد الزجر لا نزع الشرف عنهم، فلعل بعضهم مجرد أشخاص جيدين صدرت منهم هذه التصرفات السيئة، لكن يبقى أنهم مسؤولون عما يقومون به.. وهو يتعلق بنا كزوار في النهاية، لذا اعتبروا أسطري هذه مظاهرة ضدهم.

من الأمور التي لاحظتها في المحتوى الإنجليزي –في الغالب- أنك أمام خيارين؛ إما أن تجد المحتوى (مجانيًّا أو مدفوعًا) وإما ألا تجد شيئًا، لا يوجد منطقة رمادية في الغالب. أما بالنسبة للمحتوى العربي فأنت أمام ألوانِ قوس قزح، كل لون يعبّر عن أساليب ملتوية وسيئة ومقرفة (وعندك رزمة من ألفاظ السب، انتق ما شئت منها!) نتائجها عدة أمور:

    1. الخداع: فللوصول إلى هدفك من خلال محركات البحث قد تستغرق ما متوسطه الزمني ساعتين.. إلى 10 ساعات من البحث، وفي الغالب لن تجد شيئا، فأنت قد سلكت كل الطرق، لكن عليك أن تتجاوز العقبات التي تقف في طريق كلمات البحث، وهي كثيرة حدّ السأم، ومزدحمة حدّ الإحباط.

    2. التسجيل (الإرغامي): رغمًا عنك ستسجل خلال مسيرتك بمئات المواقع دون أن يكون لك أدنى رغبة في ذلك.

    3. نقرةٌ منك بالغصب: من أساليب الإعلان هي النقر وزيارة الصفحات مقابل الربح، ستجد نفسك تزور آلاف الصفحات يوميًّا مع انتزاع عنصر الاختيار من جهتك، ستدخل رغمًا عنك؛ ليكسبوا بالغصب، ولك أن تتصور وجود مواقع إسلامية وضعت إعلانات جوجل أدسنس الشهيرة، مع إهمال لملاحظتها حتى غرقت بعشرات الإعلانات التنصيرية أو التابعة لمواقع تحوي فحشًا أو دعوة لحرام.

سأضرب لكم مثالا حصل معي شخصيا وكان السبب في كتابة مقالي هذا، فقد كنت أبحث عن كتابٍ إلكتروني معين، فكتبت اسمه ثم كتبت كلمة "تحميل" بجوار الاسم، وبالطبع وجدت آلاف الصفحات التي تحوي موضوعًا عنها وكانت كالتالي:

    1. الصفحات الراقية: وهي واضحة في عنوانها، واضحة في محتواها، إن لم يكن هناك أي تحميل للكتاب كان العنوان: قراءة في كتاب كذا. وإن كان التحميل يحوي ملخص الكتاب فقط كان العنوان: ملخص كتاب كذا (تحميل).. وهكذا، فإن دخلت وجدت المحتوى يشهد للعنوان بالصدق، مع تنسيق جميل وواضح.

    هذه المواقع المؤدبة كالشامة بين ملايين المواقع الخادعة في محتوانا العربي مع بالغ الأسف.

    2. مواقع كاذبة: وهذه تكتب عنوانا واضحًا: كتاب كذا للتحميل.. أو تحميل كتاب كذا، ثم تدخل فلا تجد أمامك إلا الكلمات الدلالية (مِصيدة الزوار)، دون وجود أي موضوع ولا محتوى، فقط تجد التالي: كتب للتحميل-كتاب كذا للتحميل-تحميل-download- ومئات الكلمات الدلالية التي تصرخ فيك: ستدخل موقعنا مهما كان الثمن.

    3. مواقع تخدع على استحياء: وهي من أطرف المواقع التي مررت عليها، وبدلا من الكذب المباشر، ستجد اللف والدوران في ذلك. كنت أعجب من هذه المواقع حين أكتب كلمة البحث أجد موضوعا واضح العنوان والكلمات الدلالية، وكلها توهمك بشكل مباشر على وجود ما تريده، لكنك تصدم عندما تدخل أنك أمام شخص يدّعي أنه عضو بريء جدًّا يسأل عن هذا الكتاب، مع أن العنوان (كتاب كذا للتحميل)، وحين تدخل تجده يسأل: الأخوة الأعضاء.. أبحث عن كتاب كذا كي أحمله، أرجو توفيره للتحميل؛ لأنني أرغب بتحميله. ومع الأيام اكتشفت أن أولئك الأعضاء هم ذاتهم المسؤولون على تلك المواقع، وأن مواقعهم لا تحوي عضوا واحد كي يستفسروا منه، لكنها حركة خداع مطعّمة بشيء من التهذيب، أو يحوي ملفًّا لكتابٍ آخر (حصل هذا معي فعلا!).. أو مجرد تلخيص للكتاب مع الإيهام أنه يحوي الكتاب كاملًا.

    4. مواقع البجاحة: فهذه مواقع تخدعك في العنوان، وتخدعك في المحتوى، وترغمك على التسجيل البطيء، ثم يتخلل ذلك كله فتح العديد من الإعلانات بشكل ثقيل يؤثر على جهازك، وإذا وجد رابط التحميل ذهب بك إلى عشرات المواقع على أنك تسلك طريق التحميل.. وبعد هذا كله تخرج دون أن تستفيد شيئا، وربما تخرج بما يضر جهازك دون أن تعلم.

من طرائف ما وجدت في جوانب الخداع أن هناك مواضيع جاهزة للخداع منذ الآن، قد أعدت لها العدة بشكل مبكر زيادة عن اللازم، فستجد –على سبيل المثال- مواضيع بعنوان: نكت 2013 و 2014، وستجد أيضا: تحميل برنامج انترنت إكسبلورير 12، وبمجرد الإعلان عن كتاب جديد ستجد عشرات المواضيع التي تحمل عنوان: كتاب كذا للتحميل. وهو لم يصدر في الأسواق، ولم يظهر في النت إطلاقا.. وعلى هذا فقس الخداع والكذب، والإعلانات التجارية هي الحلقة التي تربط ذلك كله، وتكون دافعًا لاتخاذ هذه الأساليب.

أيضا هناك الكسب من خلال المواقع والشركات التي تستغلك كشخص يدخل الانترنت، بأخذ وقتك منك والسعي لها بكل ما أوتيت، فبعضها تعطيك مقابل اللبث في الإعلان وقتًا ما، وأخرى تعطيك مقابل الإعلان عنها وجلب المشتركين بما يسمى التسويق الهرمي المحرم.. وهكذا.

قد يعبث الإنسان بمعصية عابرة، ويقع في خطأ يمرّ مرور الكرام، لكن هناك خطوط حمراء للشرفاء الذين يرغبون أن يمرّوا على هذه الدنيا دون الانغماس في الكسب الحرام، خصوصا فيما يتعلق بالأموال؛ لأنها أخطر ما يمكن التعامل به لتأثيره العظيم على مصيرك في الدنيا والآخرة، فكيف يعطي الإنسان من نفسه هذه الأساليب الملتوية أو يصير تحت رحمة شركات منحطة في تجارتها، ومنحطة في أساليبها دون أن يكلف نفسه سؤال المختصين الشرعيين في الجوانب الاقتصادية وهم كثر؟! وكيف يرضى أحدهم أن يعيش على (خداع) ملايين الزوار مقابل الكسب؟! أي قرشٍ حلال نقي ستجده في الكذب الواضح والخداع البين مع الإساءة للمحتوى العربي والانحطاط به؟!

لا شك أن عنوان (الربح من خلال الانترنت) سبيله مغري للغاية، لكنه بالغ الخطورة لمن يسلكه دون أدنى علمٍ بشرعيته، ومع إغراء قصص النجاح في هذا الجانب، إلا أن الكثير منها تعتبر قصص فشل إذا قسناها بالجانب الشرعي والأخلاقي، ومع وجود الكثير من السبل الحلال للربح، إلا أننا يجب أن نتعلم الشرّ في عالم الربح من الانترنت كي نتقيه:

عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه *** ومن لا يعرف الخير من الشرّ يقع فيه

تعليقان (2)
إرسال تعليق

تزدان المدونة بتعليقاتكم وملاحظاتكم.

  1. رائع يا راكان ..
    وجدت قبل مدة ليست بالقصيرة موقع حل لي أكثر مشكلة تزعجني في هذا العالم الانترنتي.. إرغامك على التسجيل حتى ترى المحتوى!
    الحل كان مجرد موقع بسيط ، يوفر لك اسم مستخدم وكلمة مرور.. بكل بساطة :).
    هذا رابطه إن لم يكن عندك: www.uzerat.com

    أرق التحايا

    ردحذف
  2. هذا الموقع رائع وفكرته جديدة، وهو طريق جديد في محاربة الخداع والقرف الحاصل.

    شرفت بطيب مرورك أخي تركي.

    ردحذف

إعلان أسفل المقال