جاري تحميل ... مُدَونة كِتَاف

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

ساعة‎-رملية‎-انتظار‎-الوقت‎-الزمن‎-اللحظات‎-الأيام‎-السنوات‎

أحبّ فصل الشتاء كثيرًا، وأستغرب ممن يحبّذ حرّ الصيف في بلادنا وهو يعلم أن البَيض يقلى على لهيبها.. دون مبالغة، وكنتُ أقول: تستطيع أن تفرّ من برد الشتاء أيا كان مكانك باللبس ووسائل التدفئة، لكن فصل الصيف عندنا لا مكان للفرار منه، حتى المكيفات تعاني من بذلها.. وبالكاد تقوم بواجبها، لكن هناك أمرٌ أكرهه بشدة في فصل الشتاء.

في كل فصل شتوي أحسّ بالغيظ من مسألة تسخين السيارة، خصوصا أنها تتكرر في يومي وليلتي، فهي تبرد خلال وقت قصير، بينما بالكاد تسخن، وبالنسبة لي.. فأنا أسخن سيارتي أربع مرات على الأقل بالنظر إلى الارتباطات التي تتحكم بذهابي وعودتي واضطراري إلى تسخين السيارة، مما زادني غيظا من هذا الأمر.

موضع الغيظ هو أن تسخين سيارتي يستغرق وقتًا طويلا لا يقل عن ربع ساعة حتى يصل إمبير العدّاد إلى درجة الحرارة الاعتيادية (الفورد وعمايلها!)، فكانت هذه الدقائق تغيظني تماما كما تغيظنا دقيقة الإشارة الحمراء، التي على قصرها إلا أنها بغيضة.

قبل مدة.. اتجهت إلى إحدى المكتبات وقررت أن أجرب نصيحة بعض المستغرقين في عالم القراءة زيادة عن اللازم.. كما يراهم البعض، وهو تجهيز كتاب في مكانٍ تتوقع الانتظار فيه غالبًا، وعلى أنني مقصرٌ في الوقت المعتاد فيما يتعلق بالقراءة، إلا أنني قررت أن أخوض هذه التجربة من باب الفضول.

اشتريت الكتاب، ووضعته في السيارة في موضعٍ قريبِ المتناول إذا ركبتها، وبمرور الأيام عشت موقفًا يشابه من يتحدثون أمام الإشارة الحمراء، فالإشارة المرورية تبدو بطيئة ومملة إذا كنت تنتظرها واقفًا، لكن بمجرد وقوف شخص بجانبك وأنت تنتظر أمام الإشارة، يسألك أو يعرفك حتى تحسّ أن الوقت يمضي بسرعة وأن زمن الإشارة البغيض صار مجرد ثوانٍ معدودة، لتعيش لحظات إحراجٍ من منا لم يجربها؟!.

الأمر في تجربتي مشابه لذلك من ناحية سرعة الوقت، ولكنني -في كثير من الأحيان- صرت أتوقف وقتًا أطول من المعتاد لرغبتي في المزيد من الوقت لأقرأ.

تطور الأمر خلال أيام قليلة لأشتري كتابا خاصا بوقت العمل (والذي يتخلله أوقات فراغ طويلة أحيانا)، وآخر تحت الوسادة، مع عدم إلزام نفسي بوقت معين فيما يتعلق بهذه الكتب، ولا عدد صفحات معينة، وبعد التجربة أدركت أن انتفاعي بما أقرأ منها لا يقل أبدًا عن انتفاعي بالقراءة في وقت محدد، وأن النصائح التي تتعلق بأوقات الانتظار كانت صادقة في وصف أهمية استغلال تلك الدقائق ولو كانت غير كافية كما تبدو، إلا أن جمعها مع الأيام يصوّر لك ما يمكن إنتاجه منها بما يحقق النفع لك ولغيرك.. لو استغلت.

أعلم أن البعض قد يقول: بدري يبو الشباب(!)، عمرك 27 سنة، وللتو تعيش هذا النعيم المعروف عند كل قارئ؟! ألم تر في حياتك شابا يقرأ في الانتظار من مصحفه، وآخر من كتابٍ صغير، وثالث يقرأ الكتب في جواله؟

قلت: أعلم بأحوالهم، وقد رأيت نماذج مشرفة للكثير منهم.. لكني –بكل صراحة- لم أكن أستسيغ الأمر لأنني فكرت بعدم كفاية الوقت لقراءة ما يستحق، إلا أن التجربة كشفت لي أن هذا الأمر هو متعة القراءة في أوقات الانتظار، وأن قيمتها لا تتعلق بلحظاتها وإنما بمجموع ما تقدمه لك مع الأيام، إضافة إلى نجاتك من لحظات الانتظار المملة.


تعليقان (2)
إرسال تعليق

تزدان المدونة بتعليقاتكم وملاحظاتكم.

  1. بالفعل ، حين نقرأ في أوقات الانتظار ، هي تمر سريعا سريعا ، وفوق ذلك أن تستمع وتستفيد ، ولست تنتظر فقط ، بالأمس كنت ممسكا بالكتاب وأنا أنتظر انتهاء وجبة العشاء في مطعم لبيك ، وكالعادة ينظر الناس إليك باستغراب شديد ، ذلك أن لا أحد يقرأ في هذه البلاد إطلاقا في مكان عام إلا ما ندر ، ولذا أنا أعذرهم ، فما أفعله خارقا للعادة مع بالغ الأسف .

    ما جعلني أرد ليس ما كتبته آنفا ، ما جعلني أرد هو أني أدعوك لتقرأ أكثر عن مسألة تسخين السيارة ، فجلوسك أكثر من خمس دقائق إلى ربع ساعة أمر متطرف ، وحرص أكثر من اللازم ، ذلك أني سألت غير مهندس في وكالة تايوتا فقالوا لي دقيقة تكفي :) !!

    لن أستشهد بحديثي هذا ولكن ، أدعو لأن تقرأ وتبحث في قوقل عن هذه المسألة ، وربما أنك قرأت بالفعل ! لكن لا يمنع من تكرار هذه الرسالة التي وصلتني عبر الايميل قبل أيام :

    انتشرت رسالة إلكترونية معنونة بـ" آخر كلام في قضية تسخين السيارة من عدمها " ، يؤكد كاتبها عدم الحاجة إلى تسخين محرك السيارة قبل الانطلاق بها في الدول التي لا تشهد درجات الحرارة فيها هبوطاً تحت الصفر والسعودية نموذجاً ، بينما تكفي فترة تسخين لا تتجاوز الدقيقتين بالنسبة للمناطق الشمالية في السعودية خلال فصل الشتاء.

    قمنا في " تـأكـد " بتقصي حقيقة المعلومة ، والتي اختلف حولها بدورهم مرتادوا المنتديات والمواقع الإلكترونية في أوروبا والولايات المتحدة ، وتبين لنا صحة ما ورد فيها من حيث عدم الحاجة إلى تسخين محركات السيارات الحديثة قبل قيادتها ، مع مراعاة عدم الإسراع إلى أن يسخن المحرك .

    فقد أكدت شركة "هيونداي" في موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت عدداً من المخاوف التي نصحت بإبعادها ، من بينها ضرورة تسخين محرك السيارة لفترة طويلة قبل تحريكها ، إذ أكدت الشركة أن مدة 60 إلى 100 ثانية أي من دقيقة إلى أقل من دقيقتين هي مدة كافية للانطلاق بالسيارة ، مشيرة إلى أن محرك السيارة يتم تسخينه بشكل أفضل وأسرع خلال القيادة ، إلا أن "هيونداي" أكدت أيضاً على عدم الإسراع بالسيارة فور الانطلاق بها .

    وبدورها أكدت ورشة حكومة دبي والتي تعني بصيانة المركبات والآليات التي تعود ملكيتها للحكومة ، أن السيارات الحديثة لا تحتاج إلى تسخين محركاتها قبل قيادتها ، مع مراعاة عدم الإسراع بالسيارة إلى أن يكتمل تسخين المحرك .

    بالإضافة إلى ذلك ، وجدنا تأكيد لصحة المعلومة من قبل عدد من المواقع المعروفة بمصداقيتها كموقع مجلة "توب قير" وتضمينها في دليل القيادة في بعض الدول الأوروبية كبلجيكا ، إلا أن الأمر لا يقتصر على عدم وجود جدوى من تسخين محرك السيارة قبل قيادتها فقط ، إذ تبين لنا في " تـأكـد " أن تشغيل السيارة لفترة طويلة بغرض تسخين المحرك قد يعرض أيضاً السيارة إلى بعض المشاكل ، بالإضافة أنه يعتبر هدر للمال ، ويلحق ضرراً بالبيئة .

    وأورد الموقع الرسمي لمدينة فورت كولينس بولاية كولورادو الأمريكية ، أن أفضل طريقة لتسخين محرك السيارة هي قيادتها بمهل في البداية ، دون أي حاجة لتسخين مسبق ، وأشار الموقع إلى أن تسخين السيارة لمدة خمس دقائق في اليوم قبل قيادتها ، يعتبر هدراً للمال ويكلف صاحبه 35 دولاراً في السنة (131 ريال) ، وبحسب دراسة رسمية ، فإنه يتم هدر نحو 18 مليون دولار كل عام بسبب تسخين سكان مدينة فورت كولينس لسياراتهم قبل قيادتها بخمس دقائق فقط .

    ووصف موقع مستهلكي الطاقة التابع لهيئة استهلاك الطاقة في كالفورنيا ضرورة تسخين محرك السيارة قبل قيادتها بالخرافة ، مشيراً إلى أن جميع السيارات لا تحتاج أكثر من نصف دقيقة تسخين في فصل الشتاء قبل الانطلاق بها ، أيضاً اعتبرت الهيئة الأميركية أن تسخين السيارة لفترة طويلة قبل قيادتها يحمي محرك السيارة خرافة أخرى ، مشيرة إلى العكس ، إذ أكدت أن تشغيل السيارة لفترة طويلة بغرض تسخين المحرك قد يؤدي مع مرور الوقت إلى إلحاق الضرر بأسطوانات السيارة .

    وفي مقابلة مع تلفزيون سي بي اس الأميركي أكدت كبيرة المحررين في مجلة " تسوق بذكاء " أن جميع السيارات الحديثة لا تحتاج إلى أي تسخين قبل قيادتها ، مشيرة إلى أن محركات السيارات تصل إلى الحرارة المطلوبة بشكل أسرع وأفضل خلال قيادتها ، وهو ما يساعد في توفير استهلاك الوقود ويمنح المحرك أداءً أفضل .

    ومن ضمن الجهات التي تتمتع بمصداقية كبيرة وكانت من بين المؤكدين على عدم جدوى تسخين السيارة قبل قيادتها ، نشرت منظمة الأمم المتحدة للبيئة على موقعها الإلكتروني دليل القيادة الاقتصادية ، وجاء فيه أن أفضل طريقة لتسخين السيارة هي قيادتها ، وأوردت بعض الحقائق عن حجم الخسائر المادية والبيئية التي تنتج عن تسخين السيارة قبل السير بها .

    **********************

    ردحذف
  2. أبو معاذ’ لو مريت من المطعم كان نظرت لك باستغراب.. وبإعجاب كذلك، أذكر أن شخصا في بنك الراجحي كان ينتظر وفي يده كتاب، وخذ يا تعليق من بعض الشيبان.. لكن أعجبني الرجل ولا همه.

    بالنسبة لتسخين السيارة فأنا جربت الانتظار دقيقتين ثم المشي عليها بسرعة 30 - 50، لكن لم يعجبني وضعها، وكذا الأمر جربته من قبل أيام البنز.. لم أحس بالارتياح، أحس أنها تعاني و"ترقل" إذا لم أسخنها، بينما إذا سخنتها وقتا كافيا فتمشي بليونة.. .

    المسألة محيرة، لكن المقال هذا أثار الانتباه، ولعلي أرجع إلى المصادر التي ذكرت في المقال لأتأكد.

    أشكر لك طيب مرورك.

    ردحذف

إعلان أسفل المقال