جاري تحميل ... مُدَونة كِتَاف

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

هوس-جنون-بلاك-بيري-إدمان-آثار-اجتماعية



هناك الكثير من العادات والأخلاقيات التي كنا نظنها كالفولاذ في عدم اختراقها، لكنها انهارت تمامًا أمام سيل الاختراعات التي تلامس اهتماماتنا اليومية؛ بل وصل بها الحال إلى أن تخلق اهتمامات جديدة من الصفر.



في السابق.. كان من قلة الذوق أن تكون مستغرقًا في حديثك على من أمامك ثم يقوم عنك أو يأخذ الصحيفة بجواره ويفتحها ويتصفحها متجاهلًا وجودك.. فضلًا عن تجاهل حديثك، لكن يبدو أن الأمر صار عاديًا عند البعض حين يتصفح جهاز الكومبيوتر أمامك وأنت تتحدث، أو يدردش في البلاك بيري.. وباله متفرق بينك وبين الجهاز، وأحيانًا تحس –والعياذ بالله- أنه يرغب في أن تصمت لأن الدردشة في البلاك بيري أكثر متعة من ثرثرتك!.



كما أنه كان من العيب وقلة الذوق، بل ومن الإجرام أن يتحدث معك شخص ما، لكنك تنصرف عنه –فجأة- وتتحدث إلى شخص بجانبك، لكن أعتقد أن هذا الأمر قد صار (ولا حاجة!) هذه الأيام، حين تستغرق في الحديث مع شخص قد يكون هو من طلبك للحديث، ثم يأتي اتصال ما من شخص آخر (تجزم أن حديثه ليس مثيرًا أو مهمًا كحديثك!) يجعل المستمع ينصرف عن ثرثرتك.. ليستمع إلى ثرثرة أخرى، وتزداد حيرتك حين يكون هذا الانصراف عن حديث جدّي معك إلى حديث تافه على الجوال لا يقارن أبدًا بأهمية حديثك (كما تعتقد!)، لكن ذلك الطرف حاز على الاهتمام فقط لكونه على السماعة وأنت هنا.. يا للأهمية!.



أتظنون أن هذه الأمور تمثل شيئًا من حيرتي؟! إذن ما رأيكم فيمن نجح أن تمرّ عليه سنوات طويلة دون أن يشاهده أحد من غير أهله بملابسه الداخلية، واخترق الأيام بنجاح محافظًا على حشمته ووقاره ومروءته بين الناس، لكن لأنّ شخصًا ما فكّر أن ينشئ حملةً ما فكرتها الرئيسية أن تتجول بملابسك الداخلية في الشوارع والمطاعم والمجمعات المزدحمة، فلا بأس حينها أن أخرج بها، بل وأصوّر نفسي بكل فخر. مع أنك لو أتيته قبل هذه الحملة بيوم وقلت له: هيا نتمشى في المجمع الفلاني بملابسنا الداخلية؟ لأخذه التفكير في طبيعة صداقته معك، لكن لأن هذه الحملة كانت ضمن أجواء الـ BB، إذن لا بأس من ذلك.



أنا لا أدري.. ما طبيعة التبرير المقنع التي قامت به هذه الحملة لإقناع شخص ما أن يخرج بملابسه الداخلية، بعد أن كان "يطلطل" –يومًا- بخجل للخارج من خلال باب منزله كي لا يراه أحد بهذه الملابس ليتسلل بخفّة إلى سيارته ويأخذ جواله الذي نسيه فيها.



أنا محتار.. وبحاجة إلى أناسٍ يحتارون معي، فمرحبا بكم !



تعليق واحد
إرسال تعليق

تزدان المدونة بتعليقاتكم وملاحظاتكم.

  1. على الجرح يابو عارف .. المصيبة أن البلاك بدأ يظهر في الشبات والجلسات وصار يسرق منها متعتها الوحيدة في تبادل المفيد والطريف من السوالف , أذكر وقبل رمضان كنت في مجلس أحد الأحبة وكان تطبيق الواتس آب هو وسيلة التواصل بين الموجودين , يرسل لك برودكاست وهو بجنبك ليسرق بريق وحلاوة هذا الأجتماع .. البي بي هو وسيلة الإتصال الآن بين المراهقين للتفحيط والترقيم والترفيع وكل مايطري على بالك من سخافة .. الله يذكر أيام البيجر بالخير ^_^

    ردحذف

إعلان أسفل المقال